ماذا يجذب المرأة في الرجل؟ شخصيته أم جاهه أم وسامته أم رجاحة عقله أم لون شعره وأظافره؟. في القديم كان لاسم العائلة والوظيفة والمركز الدور الأساسي في أن يطلق على العريس صفة «لقطة»، بينما كان البعض الآخر يفضله بشخصية قوية قائدة وعلى خلق وغيرهما من المواصفات. ومما لا شك فيه أن بعض النساء لازلن يرين في المركز والسلطة جاذبية لا تقاوم، وإن كن يحاولن عدم البوح بهذه الحقيقة ويؤكدن أن الشخصية والأخلاق، وروح النكتة، أهم. لكن اللافت أن تغير الثقافة الاجتماعية ودخول المرأة مجالات العمل، ودورها الأساسي في اختيار شريك الحياة، غيّر الكثير من المفاهيم والموروثات الثقافية التقليدية، الأمر الذي يعيد السؤال إلى الواجهة من جديد. صحيح أن المرأة ترسم صورة فارس الأحلام في خيالها الذي يأتي على فرسه الأبيض ليحملها إلى عالم مفروش بالورود، في مرحلة من مراحل حياتها، أو قد تعجب بالرجل القوي والفحل والقائد في مرحلة أخرى، لكنها عندما تواجه الواقع وتريد بناء حياة زوجية متينة ودائمة، فإنها تنجذب إلى الرجل الهادئ الناعم الذي تناقض صفاته الرجل اللعوب أو الفحل. هذا على الأقل ما خلصت إليه دراسة نشرت حديثا، والتي جاءت كعزاء للرجل «الطيب والهادئ» الذي عانى الكثير في السابق ولا يزال يعتقد أن النساء يفضلن عليه الرجل «الفحل» بقيمه الاجتماعية وببنيته الجسمانية أيضا. وللاستدلال جاءت علاقة الكاتب الأمريكي ارثر ميلر مع نجمة هوليوود الشهيرة مارلين مونرو لتعكس هذا الجانب من الخيارات التي تلجأ إليها النساء عند الاقتران برجل ما. وتقول الدراسة إن الخيارات بالنسبة للنساء واضحة تماما، هناك اقتران بشريك الحياة الذي سيكون الطرف الآخر المهم في بناء عش الزوجية والعائلة، وهناك الرجل المفيد فقط في علاقة خيالية. أما بالنسبة للرجال، فقد بينت الدراسة، أنهم لا يعيرون أهمية قصوى لشخصية المرأة عند إقامة علاقة عابرة معها، حيث تقتصر الأهمية على الشكل الأنثوي الكلاسيكي. إلا أنهم أيضا، ومثلهم هنا مثل النساء، يلمحون إلى أن شخصية المرأة تصبح هي العامل المحرك عند اختيار شريكة الحياة «أم أطفالهم». وقال الدكتور مايكل بيرت الذي قاد فريق البحث في جامعة ديرام: «هذا يبين أن شخصية المرأة تجذب الرجل أكثر من جمالها عندما يقرر الأخير الاقتران بها على المدى البعيد. أما عند إقامة العلاقات القصيرة فإن الجمال يصبح الأولوية والشخصية ثانوية بالنسبة لهم». نتائج البحث نشرت أخيرا في مجلة «بروسيدينغز» التابعة «للجمعية الملكية»، واستخدم الفريق 30 صورة عرضت على 26 رجلا و23 امرأة. وطلب منهم اختيار الأشخاص من الذين يعتقدون إنهم مناسبون لهم في علاقات دائمة وجدية على المدى البعيد. ومن خلال النظر إلى وجوه الأشخاص في الصور، طلب أيضا من المشتركين اختيار بعض الوجوه من أجل الدخول معها في علاقات قصيرة. وقال الدكتور بيرت إن معظم الرجال، بعد أن عرضت عليهم صورا تم إنزالها على الكومبيوتر، اختاروا النساء اللواتي يتمتعن بخصائص أنثوية مثيرة لعلاقاتهم القصيرة، ولكن عندما طلب منهم اختيار شريكة الحياة جاءت خصائص النساء لتبين أهمية صحة المرأة وعمرها وشخصيتها. بالنسبة للنساء فكانت عضلات الوجه البارزة أهم الخصائص لعلاقة قصيرة، لكن عند اختيار شريك الحياة جاءت الخصائص لتعكس الجانب «الناعم في الرجل إضافة إلى اللطف والثقة». وعلق الدكتور بيرت قائلا: إن المفاجئ جدا في البحث هو اختيارات الرجل لشريكة الحياة والمبنية على الشخصية لا المظهر الخارجي.
نصف النساء في ألمانيا يفضلن الرجال المهندمين بشكل أنيق وفي استطلاع مشابه أجرته شركة «جي إف كيه» لأبحاث الاستهلاك بمدينة نورنبرج الألمانية وشمل 1013 امرأة تزيد أعمارهن عن 14 عاما، تبين أن نصف النساء في ألمانيا يفضلن الرجال المهندمين بشكل أنيق، من أصحاب الشعر القصير والوجه الحليق والأظافر المقلمة بشكل جيد. وقالت نسبة 59.6% من المشاركات في الاستطلاع إن الأظافر المقلمة هي إحدى صفات الجاذبية، بينما صرحت نسبة 50.9% أنهن يفضلنه حليقا على الطريقة التقليدية، ولا يفضلن وجود بقايا للشعر على وجهه بعد الحلاقة. وعلى صعيد شكل شعر الرجل الجذاب قالت نسبة 53.9% منهن إنهن يفضلن قصة الشعر القصيرة فيما قالت نسبة 4.7% فقط إن الشعر الطويل للرجل أكثر جاذبية. نفس الاستطلاع أظهر أن أصحاب الشعر الداكن لهم فرصة أكبر في جذب النساء من ذوي الشعر الأشقر، حيث قالت نسبة 34.7% إن الشعر الأسود للرجل يضفي عليه جاذبية ورجولة، واختارت نسبة 28.9 % أصحاب الشعر البني فيما لم يحصل أصحاب الشعر الأشقر سوى على 17.2%. والحقيقة أن هذا الأمر ليس مستغربا، إذ أن تاريخ السينما زاخر بفرسان الأحلام الذين يمثلون صورة الرجل الطيب والقوي في الوقت ذاته، بشعره الأسود أو البني مثل غاري غرانت، كلارك غايبل وجورج كلوني طبعا.