بدعوة من تنسيقية حركة20 فبراير، شارك حوالي 3000 شخص في مسيرة سلمية مساء يوم الأحد، 22 ماي الجاري، انطلقت من ساحة المجاهدين، بحضور ممثلي الهيآت السياسية، النقابية والجمعوية والحقوقية والشبيبية وهيأة المحامين في خريبكة. وقد عرفت المسيرة لأول مرة مشادة كلامية بين بعض أعضاء الحركة بسبب احتجاج أحد داعمي الحركة على رفع لافتة تحمل «الملكية البرلمانية». وقد مرت المسيرة بأهم شوارع المدينة، بكل من مولاي إسماعيل، مكناس وشارع مولاي إدريس، حيث رفع المتظاهرون مجموعة من الشعارات من قبيل «هذا مغرب الجماهير.. نطالب بالتغيير»، «الشعب يريد.. إسقاط الفساد»، «خريبكة عاصمة الفوسفاط... والشباب تحت السبّاط»، «هذا عار هذا عار.. حرية التعبير في خطر»، «رفضنا الجماعي.. للجنة المانوني»... كما حمل المحتجون لافتات تطالب بإصلاحات الدستورية والسياسية، فيما طالبت أخرى بالحرية لرشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء»، وفي الوقت ذاته بإطلاق سراحه وسراح جميع المعتقلين السياسيين وبتحرير الإعلام والدعوة إلى حرية التعبير والرأي. كما شدد المتظاهرون على مطلب إصلاح القضاء والتعليم وتوفير الصحة والحد من الغلاء ووضع حد للمضاربات العقارية غير القانونية وطالبوا بحل الحكومة والبرلمان والمجالس الصورية وبالقضاء على اقتصاد الريع والعائلات والاحتكارات والفوارق الاجتماعية، عبر توزيع عادل للثروات وكذا باستفادة ساكنة خريبكة والإقليم من عائدات الفوسفاط. كما رفعت شعارات تطالب بتشغيل الشباب وبتوفير التطبيب لعموم المواطنين ووضع حد لطبقية التعليم وباحترام حقوق الإنسان، بمختلف أبعادها. والجدير بالذكر أن المشاركين ظلوا ينادون بمغرب الحرية والكرامة وباحترام حقوق الإنسان وبإجراء إصلاحات كبيرة تعيد الثقة إلى المواطنين في مؤسساتهم وكذا بتدبير شفاف للشأن المحلي وبتسريع محاكمة المتورطين في ملفات الفساد في المدينة. وتبقى الإشارة إلى أن هذه التظاهرة السلمية تميزت بالتنظيم المحكم وبانضباط المشاركين، قصد تفادي كل ما من شأنه تعكير الأجواء، كما لوحظ حضور مكثف لرجال الأمن إلى جانب رئيس المنطقة الأمنية، الذي كان متواجدا في مقدمة المسيرة، في محاولة منه لتأمين مرورها بشكل سلمي. وفي غضون ذلك، أعرب منذر سهامي، عضو تنسيقية حركة 20 فبراير في خريبكة، في كلمة ألقاها عند نهاية التظاهرة في ساحة المجاهدين، عن تضامن جميع أعضاء الحركة في «عاصمة الفوسفاط»، المطلق واللا مشروط، مع رشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء»، مطالبا بالإفراج عنه فورا، معتبرا أن اعتقاله في الظرف الحالي هو بمثابة محاولة يائسة لإخراس وإسكات الصحافة المستقلة، الحرة والنزيهة. وحذر المتحدث، في الوقت نفسه، ما أسماه «الأجهزة» من السير عكس تيار التغيير والإصلاح وهو ما أبانت عنه من خلال قمعها مجموعة من الأشكال الاحتجاجية وتضيقها على الإعلام الجاد، رشيد نيني نموذجا، والذي أقحمته في ملف «جاهز» ومشبوه يؤكد عدم استقلالية القضاء في المغرب، مشيرا إلى أن مطالب الحركة المشروعة لا تخرج عن المطالب الوطنية، والمتمثلة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والإسراع بحل المجالس المنتخَبة والحكومة والمطالبة بدستور جديد يقوم على فصل السلط. كما وجه المتحدث، باسم جميع المشاركين، دعوته لكافة ساكنة المدينة وللهيآت السياسية والحقوقية والشبيبية والجمعوية للحضور بشكل مكثف يوم الأربعاء المقبل أمام محكمة الاستئناف لمؤازرة المعتقلين ال15 على خلفية الأحداث الأخيرة التي عرفتها المدينة، مطالبا بإطلاق سراحهم وبعودتهم إلى عملهم.