نقلت وكالة «رويترز» عن حقوقيين في سوريا أن متظاهرين قُتلوا في إطلاق نار على موكب تشييع في حمص أول أمس السبت، بينما ذكرت الوكالة الفرنسية أن الأمن السوري أطلق الرصاص على تظاهرة في سقبا قرب دمشق، مما أدى إلى مقتل متظاهر. وأكد ناشطون ارتفاع عدد قتلى تظاهرات يوم الجمعة إلى 58 قتيلا. كما أفاد ناشطون أيضا بسماع إطلاق نار كثيف في منطقة القابون، قرب دمشق، مشيرين إلى وقوع عدد من الجرحى. كما أفادوا بأنهم شاهدوا على طريق الزبداني-دمشق، عصر أول أمس، أكثر من 25 ناقلة جنود «بي إم بي» ونحو 25 دبابة و10 باصات محملة بقوى الأمن تعبر في اتجاه الجبل الغربي في الزبداني، مرجحين أن يتم اقتحام المدينة. ويبدو أن هذه الصورة تتكرر منذ نحو 10 أسابيع: تظاهرات الجمعة تعم المناطق السورية، والسبت تشييع للقتلى. المتغير هو عدد الضحايا الذين يسقطون، إذ أفادت منظمات حقوقية بسقوط 44 قتيلا الأسبوع الماضي. لكن وكالة الأنباء السورية سانا اختلفت أرقامها، فذكرت أن 17 قُتلوا، منهم عدد من الجنود، متهمة مسلحين، أو من وصفتهم بكونهم جماعات إرهابية، باستهداف المدنيين. في حين استمر التلفزيون السوري في عرض مقابلات، قال إنها مع عناصر من قوى الأمن أصيبت بجروح بعد تعرضها لإطلاق نار من مسلحين خلال المظاهرات التي خرجت في مدينة حمص. كذلك تختلف رواية الحقوقيين والشهود العيان، فقد ذكروا أن الجيش السوري قصف بلدة بنّش في ريف إدلب، وأن مجازر وقعت ضد المدنيين في المنطقة. ونقلا عنهم، فإن سيارات خاصة تنقل بعض الجثث في بلدة «بنش»، فيما شيع أهالي معرّة النعمان جنوب حلب ضحايا متظاهرين سقطوا يوم الجمعة الماضي. وأفاد ناشط حقوقي لوكالة الأنباء الفرنسية بسقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى في حمص عندما أطلق رجال الأمن النار على مشيعين في مقبرة تل النصر في حمص، كانوا يشاركون في دفن 13 شخصا قتلوا يوم الجمعة الماضي خلال تظاهرات احتجاج. وتحدث شهود عن إطلاق نار كثيف في منطقة القابون، في دمشق، وأشارت الأنباء إلى وقوع جرحى. وقد أدت الاحتجاجات في سوريا، وفق تقديرات وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، إلى نزوح 5 آلاف سوري إلى لبنان و11 إلى تركيا منهم 7 جرحى، حسب وكالة أنباء الأناضول. فرار آلاف السوريين فر آلاف السوريين من أبناء مدينة تلكلخ السورية والقرى المجاورة لها إلى شمالي لبنان بسبب الأحداث الدموية التي تشهدها مدينتهم بعد دخول الجيش وقوات الأمن إليها قبل حوالي أسبوع. ويقول النازحون إن الحياة في المدينة أصبحت لا تحتمل بسبب أعمال العنف التي تعرضوا لها على يد قوات الأمن السورية والمسلحين الموالين للحكومة. وتحدثت امرأة في الخمسينات من العمر، فضلت عدم الكشف عن اسمها أسوة بجميع النازحين بسبب الخوف من السلطات السورية، عن كون الرصاص كان ينهمر على المدينة مثل المطر، مما اضطرهم إلى الفرار من منازلهم فورا. وروت قصة مقتل إحدى قريباتها التي عادت إلى المدينة لكي تصطحب معها بقرتها، فتم قتلها بإطلاق النار على رأسها مباشرة، بينما أصيبت عمتها بالرصاص في ساقها وسقطت على الأرض على الحدود بين البلدين، فهب جندي لبناني لنجدتها فتم إطلاق النار عليه وأصيب بجراح فيما كان يقوم بجرها إلى بر الأمان. بينما قال رجل آخر إنهم سلكوا طرقا ومسالك جبلية وعرة للوصول إلى الجانب اللبناني من الحدود، وأضاف: «لقد زحفنا لمدة خمس ساعات لتفادي القناصة والدبابات التي تحاصر المدينة». بينما تمكن أحد الفارين من أخذ صور لعناصر الأمن وهي تعتدي بالضرب بالعصي على سكان المدينة، وتظهر مقاطع الفيديو عددا من المدنيين وهم جالسون على أحد الأرصفة ويتعرضون للضرب. «رواية أخرى» نقلت وكالة أنباء «سانا» الحكومية عن عدد من سكان تلكلخ أن عصابات مسلحة دخلت المدينة من لبنان لإثارة الفوضى فيها، بينما نقلت عن امرأة أخرى أن هذه العصابات قد ضربت زوجها وطلبت منهم تقديم السلاح إليها. وعن سبب اندلاع شرارة المظاهرات في المدينة، يقول الفارون إنها بدأت للمطالبة بإطلاق سراح عدد من أبنائهم الذين تم اعتقالهم واحتجازهم في مطار عسكري مجاور. واستقبلت العائلات اللبنانية النازحين في منازلهم بسبب صلات القربى التي تجمعهم، بينما فتح عدد من اللبنانيين منازلهم لنازحين لا يمتون إليهم بصلة. وتقول إحدى ربات البيوت اللبنانية إنها تستضيف في بيتها نحو 15 شخصا ولا تعرف عددهم الفعلي لأنها لم تقم بعدِّهم. وقالت المرأة وهي جالسة على أرض الدار لإعداد الطعام في وعاء كبير لإطعام ضيوفها المفاجئين، إن جميع أبناء القرية فتحوا منازلهم للنازحين ولم يترك شخص ينام في الشارع، وأضافت: «هذه مشيئة الله وإن شاء الله تتحسن الأوضاع». ويقول علي بدوي، مختار قرية الرامة، وهي إحدى القرى الثلاث والعشرين التي نزح إليها أبناء منطقة تلكلخ، إن أغلب النازحين وصلوا قبل خمسة أيام، وعددهم يناهز خمسة آلاف شخص. ورغم صعوبة الانتقال عبر الحدود حاليا، فإن بعض النازحين لا يزالون يضطرون إلى العودة إلى بيوتهم لجلب بعض الملابس أو النقود التي تركوها خلفهم عندما فروا، على عجل، من منازلهم. سويسرا تفرض عقوبات على سوريا فرضت سويسرا على سوريا عقوبات، منها تجميد أرصدة 13 شخصية في النظام السوري حسب السلطات السويسرية، وانضمت بذلك إلى التدابير التي أعلنها الاتحاد الأوربي مطلع الشهر الحالي ضد دمشق. وقالت وزارة الاقتصاد، في بيان، إن التوصية السويسرية الجديدة تشمل حظرا على المعدات العسكرية والأجهزة التي يمكن استخدامها في القمع الداخلي. وقالت الوزارة إنها «تتضمن عقوبات مالية وقيودا على تنقل 13 شخصية في نظام دمشق». وأضافت الوزارة أن «هذه التدابير اتخذت بسبب القمع العنيف الذي يمارسه الجيش وقوات الأمن السورية منذ حوالي شهرين لإسكات التظاهرات السلمية». وقتل أكثر من 800 شخص، بينهم نساء وأطفال، في قمع الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة واعتقل 8000 على الأقل، حسب منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان. استقالة شيخ قرّاء بلاد الشام أعلن شيخ قراء بلاد الشام، العلامة كريم راجح، استقالته احتجاجا على التعامل الأمني مع رواد الجوامع. وقال الشيخ، في خطبة مقتضبة ألقاها أمام المصلين في جامع الحسن في حي الميدان بدمشق: «أرسل من هنا إلى وزير الأوقاف وإلى مدير الأوقاف أنني لا أخطب بعد اليوم حتى تنتهي هذه الأمور». وبث موقع «يوتيوب» شريط فيديو يبين الخطبة القصيرة التي أعلن خلالها الشيخ راجح استقالته، وأشار فيها إلى أن «المساجد لكل الناس لا لفئة دون فئة، وإذا كان الأمن يخاف من أن تخرج هذه الجموع من المساجد فليتخذ طريقة أخرى، لا أن ينتقم من المساجد فيمنع المصلين من دخول بيوت الله من أجل ألا يكون تظاهر». وكان الشيخ راجح انتقد، خلال الفترة الماضية، بطء الإصلاحات في سورية.