فوجىء «رشيد.ب»، شرطي مرور بمراكش، زوال أول أمس الأربعاء، بسيدة في عقدها الثالث، تقود سيارة فاخرة من نوع «أودي» سوداء اللون، تحمل ترقيما تابعا لولاية الرباط، بشارع الحسن الثاني بحي جيليز، ترفض تسليمه أوراق السيارة، بعد ضبطها وهي تسير في اتجاه ممنوع. كما حاولت السيدة، التي لم تتقبل توقيفها من قبل شرطي المرور، أن تدوسه بسيارتها الفارهة، وبعد ملاحقتها من قبل الشرطي المذكور، نزلت السيدة في حالة هستيرية، حسب شهادات متطابقة لشهود عيان، من بينهم ثلاثة محامين قرروا الإدلاء بشهاداتهم أمام وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش، وصفعت شرطي المرور «رشيد.ب» أمام استغراب الجميع، وأشبعته شتما وسبا، وخاطبته قائلة: «شكون أنت لي توقفني آ لحمار». وحسب شهود عيان تحدثوا ل«المساء» بعين المكان، فإن السيدة «بنت الفشوش»، التي كانت رفقة سيدة أخرى، حاولت صدم الشرطي بسيارتها بالقرب من محطة القطار، كما أكدوا أنهم شاهدوها وهي تصفع الشرطي، وتشتمه بكلام ساقط. وبعد توقيفها من قبل الشرطي، تجمع عدد من المارة، لكشف هوية هذه السيدة، التي أقدمت على هذا الفعل، نزلت هذه الأخيرة من سيارتها رفقة السيدة المرافقة لها، ودخلتا إلى عمارة مجاورة غير آبهة بفعلتها. كما أكد مجموعة من الشهود العيان، الذين توجهوا فورا إلى مركز الشرطة بالدائرة الأولى بمنطقة باب دكالة، قصد الإدلاء بشهادتهم وإفاداتهم، بأن شرطي المرور لم يبادل السيدة الضرب ولا الشتم، بل بقي واقفا أمام سيارة المعنية بالأمر، إلى حين التحاق بعض أفراد الشرطة القضائية. إلى ذلك، أكد شرطي المرور، «رشيد.ب»، الذي تعرض للهجوم من قبل سيدة لم يتعرف على هويتها، بعدما رفضت أن تمده بأي وثيقة، أنه سجل شكاية في الموضوع، لدى الشرطة القضائية بالدائرة الأولى، وأكد في حديث مع «المساء»، أنه مصر على متابعة المعنية بالأمر مهما كان نسبها، مضيفا أنه عمل على تطبيق القانون فقط، ولا أحد فوق القانون. إلى ذلك، أدان الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع مراكش، عبد الإله طاطوش، الذي حضر إلى عين المكان، هذا السلوك، ووصفه بالخارج عن القانون. وأضاف طاطوش في تصريح ل«المساء»، أنه لا يعقل أن يتعرض رجل أمن للإهانة، وهو يمارس مهامه، داعيا إلى تطبيق القانون على كل المغاربة، مهما كانت مكانتهم الاجتماعية.