أحالت الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني عين الشق، صباح أمس الخميس، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء 3 متهمين ضمن شبكة للنصب على المواطنين الراغبين في الحصول على شقق للسكن الاقتصادي، خصوصا بالمشاريع التي تنجزها «مجموعة الجامعي» العقارية بكل من «قصبة الأمين» و«رياض الألفة»، ومشاريع أخرى ما زالت في طور البناء. وتمكنت عناصر الشرطة بالدائرة الأمنية 20 بحي ليساسفة، منتصف نهار أول أمس الأربعاء، من توقيف أفراد الشبكة، وذلك بعد نصب كمين لهم بتنسيق مع موظفين بالمجموعة العقارية، الذين تحولوا إلى زبناء مفترضين يبحثون عن شقق للسكن واتصلوا بسيدة ضمن الشبكة، وعملوا، بتوجيه من الشرطة، على استدراج أفراد الشبكة إلى أحد المشاريع التابعة للمجموعة. وكشفت التحريات الأولية أن شبكة النصب يتزعمها رجل شرطة سابق غادر العمل في ظروف غامضة، و«مسيرة شركة» تستغل شقة بشارع بوردو للنصب على الزبناء، أما المتهمة الثالثة فتوهم الضحايا بأنها «موثقة». كما بينت التحريات أن السيارة التي استعملت في نقل الزبناء إلى الإقامات التابعة للمجموعة هي في ملكية أخ الشرطي السابق، والمفاجأة أن صاحب السيارة، وهي من نوع «باسات» سوداء اللون، ما زال يعمل بأحد أسلاك الشرطة القضائية بالدار البيضاء، وقد تم حجز السيارة المذكورة في انتظار استكمال التحقيق، كما ضبطت لدى المتهم بطاقة للشرطة. وعند تنقيط أفراد المجموعة، تبين أن اثنين منهم مبحوث عنهما لإصدارهما شيكات بدون رصيد. وبعد القيام بالأبحاث الأولية، سلمت عناصر الشرطة بالدائرة الأمنية 20 في حي ليساسفة أفراد الشبكة، زوال نفس اليوم، إلى مصالح الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني عين الشق، لتقرر هذه الأخيرة وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل تعميق البحث معهم والتوصل بلائحة المتضررين، حيث تقدم أربع ضحايا جدد، توصلت الشبكة من أحدهم بأزيد من 15 مليون سنتيم. وجاء تفكيك هذه الشبكة بعدما توصلت «مجموعة الجامعي» العقارية بأنباء عن وجود أشخاص يوهمون مواطنين بإمكانية الحصول على شقق بالمجموعة بأثمنة تفضيلية، ليتقرر، بتنسيق مع الشرطة، إيفاد موظفين بالمجموعة، تحولوا إلى زبناء مفترضين للشبكة، إلى شقة بشارع بوردو للقاء سيدة تدعى «عتيقة»، وبعد الاتفاق على دفع تسبيق يصل إلى 40 ألف درهم، انتقلوا إلى شقة أخرى بشارع «باحماد» بحي بلفدير، حيث توجد «الموثقة المزيفة» لتسلمهم وصولات مزورة. وأوقع الزبناء/الموظفون أفراد الشبكة بعدما أصروا على معاينة الشقة، «التي يعتزمون شراءها». وبعد الانتقال إلى إحدى أوراش المجموعة العقارية، توقفت «عتيقة» أمام مكتب البيع وطلبت من الزبناء عدم النزول من السيارة إلى حين إحضار المفاتيح. وبسرعة خرجت من مكتب البيع واتجهت صوب إحدى العمارات التي ما زالت في طور البناء بقصبة الأمين وشرعت في تقديم شروحات حول الشقة التي يعتزم الزبناء اقتناءها، لكن بعد بضع دقائق حلت عناصر الشرطة ليتم إيقاف أفراد المجموعة.