تنفيذا للقرار الذي اتخذته أزيد من 20 هيئة من هيئات المجتمع المدني بمقر جمعية الهدف النسائية، شهدت مدينة بركان، مساء السبت الماضي، مسيرة سلمية حاشدة شارك فيها، إلى جانب مختلف الفعاليات الجمعوية والسياسة وحركة 20 فبراير، عدد كبير من التلميذات والتلاميذ وأولياكهم. وقد انطلقت المسيرة من ساحة المارشي مرورا بعدة شوارع لتنتهي بتجمهر غفير أمام مقر المحكمة الابتدائية، حيث رفع المحتجون شعارات عبروا من خلالها عن إدانتهم الشديدة للاعتداء الهمجي الذي تعرضت له التلميذة محسن بشرى البالغة من العمر 17 سنة، يوم 9 ماي الجاري، من طرف شاب باغتها بطعنات قوية بسكين في جميع أنحاء جسدها، مما أدى إلى نقلها في حالة جد حرجة إلى المركب الجراحي بالمستشفى الإقليمي (الدراق) حيث مازالت تتلقى العلاجات اللازمة. كما أعلن المحتجون الذين كانوا يرفعون صور الضحية ولافتات تستنكر كل مظاهر العنف وأنواعه عن تضامنهم المطلق واللامشروط مع التلميذة بشرى وعائلتها ومع كل عائلات ضحايا العنف بصفة عامة، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة توفير الأمن والحماية اللازمة لكل المواطنين، ولاسيما التلميذات اللواتي أصبحن يتعرضن، حسب إفادة بعضهن، لتهديدات متواصلة حتى أمام أبواب المؤسسات التعليمية. وقد ألقت فريدة الطاهري، منسقة هيئات المجتمع المدني ببركان، كلمة أشارت فيها إلى أن مدينة بركان أضحت تعرف تناميا خطيرا لظاهرة العنف ضد النساء بصفة خاصة، حيث بلغ عدد الشكايات المقدمة إلى المحكمة خلال السنة الماضية 1170 شكاية، مع العلم أن هناك حالات لم يتم التصريح بها لاعتبارات مختلفة إلا أنه، تتابع المنسقة، لابد من تتبع الملفات والشكايات التي تقدمها النساء، سواء لدى المحكمة أو لدى المصالح الأمنية، مع اتخاذ إجراءات استباقية ووقائية لحماية المواطنين والمواطنات، إلى جانب العمل المشترك على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمساواة في كل القطاعات ومجالات المجتمع . وقد علمت «المساء» أن رئيس الأمن الإقليمي ببركان كان قد عقد لقاء مع ممثلي هيئات المجتمع المدني بحضور كل من رئيس الشرطة القضائية ورئيس الاستعلامات، تمت خلاله مناقشة بعض القضايا الأمنية، خاصة ما تتعرض له عائلة الضحية بشرى محسن وبعض التلميذات المتضامنات معها من تهديدات، بالإضافة إلى مطالبة رجال الأمن بتكثيف الدوريات بمحيط المؤسسات التعليمية. وقد قال مصدر حضر اللقاء المذكور ل»المساء» «إننا لمسنا أثناء اللقاء، لدى المسؤولين الأمنيين حسن نية وتفهما إيجابيا لمطالب المجتمع المدني، وتبين لنا الدليل على ذلك مباشرة بعد اللقاء، حيث تم الشروع في القيام بالدوريات الأمنية المطلوبة وفتح تحقيق مستعجل في التهديدات المشار إليها، مع تمكين التلميذة الضحية من الحصول على بطاقة التعريف الوطنية بالسرعة المطلوبة، ونحن سنظل نتتبع الوضع الأمني بالمدينة بتعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة حتى نتمكن جميعا من محاربة كل مظاهر العنف والإجرام، التي أضحت تستهدف التلميذات في سابقة من نوعها بالإقليم».