يلعب أحمد أبو النعوم دور الكاهن في الفيلم الأمريكي «الخائن» الدي يجري تصويره في مراكش ويشرف على الجوانب اللوجيستيكية الخاصة بإدارة الفيلم ويناديه الجميع «جيمي». يملك أبو النعوم شركة للإنتاج «ديون فيلمز»، ويتولى خدمة الإشراف على تصوير الأفلام الأجنبية بالمغرب. اكتسب أبو النعوم اسمه «جيمي أوجد الحل» لأنه «كلما واجه أحدهم مشكل كيفما كانت طبيعته فإنه لا يتردد في المناداة علي»، يقول جيمي. مازال أحمد يتذكر سنوات طفولته التي قضاها بمراكش والتي وجد فيها طريقه إلى الأفلام: «لم يكن باستطاعة والدي أن يمنحني مصروف الجيب لأذهب إلى السينما مرة كل أسبوع، لذا قررت أن أتسلل خفية إلى القاعات السينمائية». شاهد المئات من الأفلام الأمريكية والعربية، لكن المفضلة لديه تبقى هي الأفلام الهندية لأنها «أكثر درامية»، كما يقول، و»أكثر قربا من قصص العائلات المغربية. قد لا نفهم اللغة، لكن بإمكاننا تخيل المحاورة». في سنوات المراهقة، ظهرت الميولات الغربية للشاب المراكشي:«في سنوات السبعينيات، حاول الجميع تقليد الأمريكيين في كل شيء»، يقول أحمد قبل أن يتابع: «كنت أحب أن أقلد الهيبيين، وطالما كان جيمي هندريكس فناني المفضل». شبهه القريب من هاندريكس جعل أصدقاءه ينادونه بجيمي، وعلق بوستر، عازف القيثارة الأمريكي داخل غرفته: «عندما يدخل أحدهم إلى غرفتي ويرى تلك الصورة يسأل والدتي: هل يعزف أحمد على القيثارة؟» يردد أبو النعوم بمرح ويردف بنفس النبرة: «يعتقد الجميع أن البوستر هو صورتي الشخصية!». سنة 1988 وبعد أن قضى سنوات يدرس مادة الرياضيات بإحدى الثانويات بمراكش، جمعته الصدفة بممثلة أمريكية كانت تستعد لتمثيل دور في فيلم أمريكي، بعد أن قدمه إليها صديقه الفرنسي الذي يعمل في مجال اختيار الممثلين. بعد زواجهما، ترك أبو النعوم سلك التعليم ليكتشف عالم الأضواء الهوليودية:»كنت أجلب العشرات من المغاربة وزملائي وأصدقائي الأوربيين للتمثيل. زواجي من أمريكية أتاح لي فرصة مخالطة الأجانب وحضور حفلاتهم، مما وسع دائرة معارفنا». أعجب المخرجون بالجهود التي يبذلها أبو النعوم ولم يترددوا في أن يطلبوا منه دائما وكل مرة أن يساعدهم في عمليات التصوير التي يتم إنجازها في المغرب. أصبح جيمي معروفا في الأوساط السينمائية بانضباطه في إنجاز أي شيء يطلب منه كيفما كانت الظروف: «كنت أعد ذات يوم عرضا إشهاريا لأحد المشروبات، وطلب المخرج أن تكون الخلفية مطابقة للتبت، وانتقلنا إلى أعلى قمم جبال الأطلس من أجل مباشرة عملية التصوير. اقترب مني المخرج بابتسامة عريضة وسألني: هل بإمكاننا أن نجد الجمال على مقربة من هنا؟، بغبطة: «غبت للحظات وعدت إلى البلاتو ومعي ثلاثة جمال!» جِمال... وفي التبت؟ «أجل، أعلم أنه لا توجد جِمال في التبت:يؤكد جيمي، لكن «كانوا يحتاجون إلى جِمال لتصوير المشاهد، وأحضرتها لهم لاستكمال عملية التصوير». في الفيلم الذي يتم التحضير لتصويره الآن في المغرب، يساعد جيمي معدي الفيلم في إيجاد الأماكن المناسبة للتصوير. «أحتاج إلى تصوير مكان أشبه بغرفة مصممة على شكل علامة استفهام تشبه سجنا يمنيا»، يقول ناشمانوف مخرج فيلم الخائن، ليرد عليه جيمي بحماس بأنه وجد المكان المناسب. «بحثت في مجموعة من المدن، من طنجة إلى الدارالبيضاء، قبل أن نجد قصبة بضواحي مراكش ذات أسوار عالية تشبه البنايات الموجودة في اليمن»، يردد أبو النعوم بنبرة واثقة. يستمد الفيلم مشاهده من منطقة الشرق الأوسط بمكوناته الاجتماعية والثقافية المتنوعة، ويشرف جيمي على اختيار الممثلين المغاربة وتلقينهم اللهجات الشرق أوسطية. وبشأن خصوصية التصوير في المغرب، يعترف ناشمانوف قائلا: «عندما يصور أي مخرج فيلما في بلد أجنبي، لا ينسى أبدا كل اللحظات التي أمضاها بذاك البلد، وعندما يختار المخرجون الأمريكيون المغرب، لا يترددون في السؤال عن جيمي الذي يتمتع بتجربة طويلة في الإنتاج السينمائي». عن لوس أنجلوس تايمز