حمل رشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء»، مسوؤلية اعتقاله لجهات لم يسمِّها، وقال في هذا السياق من داخل زنزانته في سجن عكاشة في الدارالبيضاء: «الذين وضعوا السياسيين الستة وجامع المعتصم وشكيب الخياري في السجن هم أنفسهم الذين يقفون وراء اعتقالي»، وفق ما ذكره مصدر مطلع. من جهة أخرى استدعت محكمة عين السبع في الدارالبيضاء، من جديد صباح أمس، رشيد نيني من أجل حضور جلسة البت في طلب عارض تقدم به دفاعه يوم الجمعة المنصرم حول قانونية مثوله داخل قفص الاتهام، إذ اعتبر دفاع «المساء» مثول رشيد نيني داخل قفص الاتهام إجراء غير قانوني ويتناقض مع قرينة البراءة. وحسب طلب الدفاع، فرشيد بريء إلى أن يثبت العكس، وهو ليس مدانا حتى يمثل داخل قفص الاتهام، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن وضعه في قفص الاتهام يعطيه إحساسا بعدم البراءة. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع بأن المحكمة استدعت رشيد يني خطأ، اعتقادا منها أن المحامين سيحضرون لمواصلة النقاش في باقي الدفوعات الشكلية المرتبطة بهذه المحاكمة والتقدم بطلب السراح المؤقت، فيما حضور المحامين، حسب مصدرنا، لم يكن ضروريا إلى جلسة سيبت فيها القاضي حسن جابر في الطلب العارض المذكور آنفا حول قانونية مثول رشيد نيني داخل قفص الاتهام. ورأت بعض المصادر في حادث استدعاء رشيد نيني إلى المحكمة دون إشعار دفاعه بالخبر هو بمثابة ارتباك في تدبير هذا الملف. وعلى غير العادة، فقد خلا بهو المحكمة من الحواجز الحديدية التي كانت تطوق قاعة الجلسات رقم 8، والتي تجري فيها محاكمة مدير نشر جريدة «المساء»، فيما تقدم رئيس المحكمة الابتدائية عين السبع في الدارالبيضاء وطلب من رجال الأمن إزالة الحواجز، وكان يرافقه القاضي حسن جابر. وقبل انعقاد جلسة البت في ملتمس عدم مثول رشيد نيني داخل قفص الاتهام، طلب من الحضور الذي جاء لمتابعة أطوار الجلسة الابتعاد إلى حين تنظيم القاعة وتحديد الأشخاص الذين سيدخلونها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة بعض الصحفيين ودفعهم إلى الاحتجاج، على اعتبار أن ذلك ليس من حقه وأن الجلسات علنية بقوة القانون. من جهة أخرى، واصلت المنظمات الوطنية والدولية تضامنها مع رشيد نيني رهن الاعتقال في سجن عكاشة في الدارالبيضاء منذ 16 يوما. وعبرت المنظمات الصحفية عن تضامنها المطلق مع «المساء»، ويتعلق الأمر بكل من فيدرالية جمعية الصحفيين بإسبانيا وفيدرالية نقابات الصحفيين وجمعية الصحفيين الأوربيين، حيث أبدت استعدادها الكامل لاتخاذ جميع الأشكال النضالية للتضامن داخل المغرب أو في إسبانيا من خلال عقد ندوة صحفية للتعريف بملف القضية. وعلمت «المساء» بأن هذه المنظمات ستراسل سفارة المغرب في إسبانيا وباقي القنصليات المغربية من أجل المطالبة بإطلاق سراح رشيد نيني. ومن جهة أخرى، أعلنت اللجنة المحلية للتضامن مع رشيد نيني في مدينة ابن سليمان تنظيم مسيرة اليوم الجمعة على الساعة السادسة مساء والتي ستنطلق من أمام منزل عائلة رشيد نيني الموجود في شارع الحسن الثاني، قبالة ثانوية الحسن الثاني بابن سليمان. وستعرف المسيرة مشاركة مجموعة من الهيئات الحقوقية ومنظمات وهيئات من المجتمع المدني.