ساعة من الأمطار كانت كافية لإغراق مدينة مراكش والمناطق المجاورة لها، مساء أول أمس الاثنين، بعد أن تهاطلت أمطار رعدية قوية، مصحوبة بقطع برد «تبروري»، مما حول معظم شوارع مراكش، إلى سيول مياه جارية، تسببت في عرقلة واضحة لحركة السير، كما شهدت الحقول والبساتين بالمناطق الفلاحية المجاورة لمراكش خسائر مادية جسيمة. بعد أن ظلت أحوال الطقس بمدينة مراكش، مشمسة ولا توحي بتهاطل الأمطار، خيم ضباب كثيف في حدود الساعة السادسة مساء، على سماء مدينة مراكش، قبل أن يسمع دوي رعد قوي، تلته أمطار طوفانية قوية، مصحوبة بقطع البرد «التبروري». وما هي إلا ساعة حتى تحولت مراكش، إلى مدينة عائمة فوق المياه، بعد أن عجزت قنوات الصرف الباطنية عن استيعاب سيول المياه الجارفة. الأمطار الطوفانية التي شهدتها مدينة مراكش بشكل مفاجئ، خلفت فوضى عارمة في حركة المرور، خاصة في شارع علال الفاسي بحي الداوديات، وكذا بحي المحاميد الذي يعرف حركة مرور مكثفة في المساء. كما شهدت منطقة عين إيطي القريبة من باب الخميس، حالة من الفوضى والترقب، بسبب غمر المياه للعديد من المنازل، التي أكد سكانها أنهم يضعون أيديهم على قلوبهم، كلما دوى صوت الرعد أو بدت علامات المطر. كما غمرت المياه العديد من الشوارع والأزقة، خاصة بأحياء سيدي يوسف بن علي، وباب دكالة، وعين إطي، وديور المساكين. وفيما لم تسجل خسائر في الأرواح، تكبد فلاحو المناطق المجاورة لمدينة مراكش خسائر مادية فادحة، بعد أن أتت السيول على عشرات الهكتارات من المنتوجات الفلاحية، خاصة منتوج العنب والمشمش، والمنتوجات الفلاحية المعدة للتصدير، كما خلف هطول موجة قوية من البرد «التبروري»، أضرارا بليغة في عدد من المنتوجات الفلاحية التي أشرفت على النضج. إلى ذلك، أعرب عدد من سكان مدينة مراكش، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، عن تخوفهم كلما تهاطلت أمطار مفاجئة بهذا الشكل، وفسروا ذلك بضعف شبكة الصرف الصحي، التي لا تتحمل هذا النوع من الأمطار، مطالبين الجهات المعنية، بوضع حد لمعاناتهم التي تتجدد كل موسم شتاء. وككل مرة تتهاطل فيها الأمطار على مدينة النخيل، خاصة في هذا الموسم المعروف بالتساقطات الرعدية، وفي الوقت الذي يسعى فيه العديد من ساكنة مراكش، خاصة بالأحياء الهامشية، إلى حماية ممتلكاتهم وأثاثهم من الغرق، يعمد الكثيرون إلى تكثيف الاتصال بأقاربهم في المناطق التي غالبا ما تتضرر كثيرا من تبعات العواصف الرعدية المباغتة، من أجل الاطمئنان عليهم.