ذكرت بعض المصادر أن السلطات الإيطالية قامت صباح يوم الجمعة الماضي بترحيل المغربي عبد المجيد زرغوط، إمام مسجد مدينة فاريزي، بطلب من السلطات المغربية، التي أصدرت مذكرة توقيف دولية في حقه. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الإمام المغربي الذي اعتقل سنة 2005 على خلفية قضايا إرهابية، قبل أن تبرئه المحكمة من التهم الموجهة إليه، ورد اسمه في تحقيقات باشرتها السلطات مع عدد من المتورطين في قضايا تتعلق بالإرهاب، وهو ما دفع المغرب إلى طلب ترحيله. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن زرغوط وصل إلى المغرب ويجري التحقيق معه على خلفية قضايا إرهابية. إلى ذلك، أكدت «هند»، زوجة الإمام المغربي، اعتقال زوجها من قبل الشرطة الإيطالية على الساعة السابعة من يوم 16 غشت الجاري. وأضافت «هند»، في اتصال مع «المساء»، أنها وزوجها كانا مدعوين لدى أحد معارفهما، وعند عودتهما وجدا رجال الشرطة أمام باب البيت، حيث اعتقلوا زوجها دون أن يقدموا أي تفسير حول سبب الاعتقال، وأكدوا لها أن زوجها سيتصل بها بعد حين ليشرح لها الموضوع. وأردفت قائلة: «بالفعل، وبعد حوالي ساعة ونصف اتصل بي زوجي وقال لي إنهم أخبروه بأن المغرب هو من طلبه، وأن مذكرة توقيف دولية صادرة من السلطات المغربية هي السبب وراء اعتقاله»، مشيرة إلى أنها لم تر زوجها منذ اعتقاله من أمام باب بيته. بعد اعتقال عبد المجيد زرغوط، توجهت زوجته الاثنين الماضي لزيارته في السجن، إلا أنه تم إخبارها بأنه لابد لها من إذن من المحكمة. وقالت في هذا السياق: «رفضوا أن ألتقي بزوجي، غير أنني طلبت بإلحاح أن يدخلوا له بعض النقود، ساعتها خرج رجل للقائي، وأخبرني بأنه رجل دين، ووعدني بأن يوصل المال إليه، وأن يفعل كل ما في وسعه من أجل أن أراه». وتضيف: «وفي يوم الخميس اتصل بي الرجل نفسه وأخبرني بأنه بإمكاني أن أرى زوجي يوم السبت، غير أنه عاود الاتصال يوما قبل ذلك، أي يوم الجمعة، ليخبرني من جديد بأنه لا يمكن لي أن أرى زوجي لأنهم أخذوه إلى المغرب». زوجة الإمام المغربي توجهت إلى السجن صبيحة يوم السبت، إلا أنهم أعلموها بأن زوجها غير موجود لديهم، دون إضافة أي معلومات عن الوجهة التي أخذ إليها، تقول. إلى ذلك، قال عبد العزيز النويضي، محامي الإمام زرغوط بالمغرب، إنه أجرى كل الاتصالات لمعرفة وجهة موكله، لكن دون جدوى. وأضاف النويضي، في تصريح ل«المساء»، أنه ربط الاتصال مع إدارة الخطوط الملكية المغربية، لمعرفة ما إن كان اسم موكله ضمن لائحة المسافرين الوافدين على المغرب خلال اليومين الأخيرين، لكن اسمه لم يكن موجودا، كما تم إخباره بأن إدارة الشركة لم تتلق أي معلومات عن الشخص المذكور، خاصة وأنه يتم التنسيق معها في مثل هذه الحالات ومع رجال الأمن. وأشار النويضي، إلى أنه اتصل بوكيل الملك في الموضوع، وأنه سيضع شكاية لدى السلطات صباح يوم الاثنين لمعرفة مكان موكله. وفي سياق ذي صلة، ذكرت زوجة الإمام المغربي، البالغ من العمر 43 سنة، أن جواز سفر زوجها لا يزال معها. وأضافت أنهما كانا قد قررا أن ينتقلا للعيش نهائيا في المغرب في يوليوز الماضي، إلا أن ظروفهما المالية لم تكن تسمح بذلك، فأجلا الأمر إلى غاية نهاية السنة. وعزت زوجة زرغوط أسباب رغبتهما في الانتقال للعيش في المغرب، إلى «كثرة المضايقات التي يواجهانها هناك، حيث يداهمون بيتهما ليلا ويزعجونهما باستمرار». ويذكر أن زرغوط، الذي اعتقلته الشرطة الإيطالية يوم السبت الماضي في منزله بمدينة فاريزي الإيطالية، سبق أن أوقف في سنة 2005 مع مغربيين آخرين للاشتباه في جمعهم أموالا وتجنيدهم أفرادا للجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة. وبرأت محكمة في ميلانو، العام الماضي، زرغوط، الملقب ب«أبو البراء»، والرجلين الآخرين، لكنهم واجهوا الطرد، قبل أن يجري تعليق هذا الحكم. وكان هذا الأخير، الذي يعيش بصفة شرعية في إيطاليا منذ حوالي 20 سنة، يعمل إماما بمسجد فاريزي منذ سنة 2001، وقبلها كان يعمل في إحدى الشركات، حيث كان حاصلا على دبلوم تقني متخصص. وجاء اعتقال زرغوط، حسبما أفادت به السلطات في روما، استجابة لطلب جديد من المغرب بتسليمه يرجع تاريخه إلى نهاية يوليوز الماضي، في اتهامات أكثر خطورة تتعلق ب«المشاركة في أعمال إرهابية».