ندد 11 نزيلا سابقا في الخيرية الإسلامية -عين الشق في الدارالبيضاء بما أسموه «الإهمال الكبير» الذي يقابَلون به من طرف أغلب الجهات المسؤولة، وعلى رأسها الحكومة المغربية، التي لا تضع هذه الفئة، حسب بيان توصلت «المساء» به من النزلاء المعنيين، ضمن أولوياتها، على اعتبار أنهم بدون أسر ولا توجد أي جهة يمكنها أن تحضنهم. ويعيش النزلاء في العراء منذ قرابة 20 يوما، بعد أن التحقوا بالخيرية الإسلامية -عين الشق وطالبوا الإدارة بالعودة إليها، من جديد، عقب فرارهم من «جحيم» العيش إلى جانب المختلين عقليا والمتشردين، حسب تصريحهم ل»المساء» في المؤسسة الاجتماعية «دار الخير» في «تيط مليل»، مباشرة بعد الاعتداء الذي تعرضوا له من طرف أحد النزلاء، قالوا إنه كان في حالة «غير طبيعية». وأكد النزلاء أنفسهم، والذين سبق أن تم ترحيلهم إلى مؤسسة الرعاية الاجتماعية -الحي الحسني للأطفال القاصرين في الدارالبيضاء، قبل أن يتموا سن ال18، التي لم تكن آنذاك يفصلهم عنها سوى بضعة شهور، وهو ما اعتبره النزلاء تمهيدا وطريقة للتخلص منهم، في انتظار إفراغ جميع النزلاء من الخيرية الإسلامية -عين الشق، وهو ما لم يتم إلى حد الآن، وعندما عاد النزلاء طلبا للإيواء، تم رفض طلبهم من قِبَل الجهات المسؤولة على أساس أنه تم التشطيب عليهم من قائمة نزلاء المؤسسة المذكورة. وأضاف النزلاء أنهم يفترشون قطع الورق ويلتحفون السماء، بالإضافة إلى انعدام التغذية، أمام رفض إدارة المؤسسة وجميع الجهات الأخرى التي توجهوا إليها التدخل لصالحهم وأنهم يضطرون، بسبب بعض المنحرفين، إلى القفز من فوق سور الخيرية للمبيت في بعض الغرف الشاغرة، في انتظار أن تتدخل جهة ما لإنقاذهم من هذه الوضعية، التي ضيّعت عليهم تكوينهم في مركز التكوين المهني في «تيط مليل». وصرح النزلاء بأن أحد المسؤولين قال لهم إن مكانهم ليس في مؤسسة «دار الخير» -تيط مليل، التي يطبعها جو خاص بسبب وجود العجزة والمختلين والمتشردين، وهو ما «يستحيل»، حسب تصريحاتهم، أن يتأقلم معه شباب في مقتبل العمر. وطالب النزلاء بإيجاد حلول آنية لمشكلهم، من قبيل تخصيص أماكن لهم في خيرية «عين البرجة»، التي يمكنها أن تحتضن نزلاء آخرين من مختلف الخيريات الإسلامية، الذين يعيشون الوضع نفسه، وتجنيبهم العيش مع المتشردين والمنحرفين في الشارع العام وإدماجهم، من جديد، في الحياة العامة، إلى أن يتمكنوا من إتمام تكوينهم، ويتأتى لهم آنذاك تدبير أمورهم الخاصة.