دخلت مجموعة المجازين المعطلين في تزنيت، صباح أول أمس الخميس، في إضراب مفتوح عن الطعام، للمطالبة بإيجاد حل عاجل لمحنتها مع التشغيل. وقالت المجموعة، في البيان الذي عنونته ب»افتراءات وأكاذيب العمالة والبلدية»، إن هذه الأخيرة تدخلت، في نهاية شهر مارس الأخير، لرفع الإضراب عن الطعام المعلن سابقا أمام العمالة، شريطة عقد المجموعة جلسة حوار مع عمالة الإقليم، أسفرت عن قبول المجموعة مقترحَ التعويض عن البطالة، دون قبول مطلبها المتعلق بالتوظيف المباشر والتوقيع على محضر الاتفاق. وأضاف المضربون أن سكرتارية المجموعة توجهت، بعد ذلك، إلى عمالة الإقليم للمطالبة بأجرأة نتيجة الحوار المتفق عليها، لكنها فوجئت ب«خطاب لا تربطه أي علاقة بجلسة الحوار الأولى»، مشيرة إلى أنها وصلت إلى قناعة مفادها أن «إيمان المجموعة بأسلوب الحوار، كطريقة حضارية للتفاهم، لم يكن بالنسبة إلى المسؤولين سوى وسيلة لربح الوقت وإقبار معركة الإضراب عن الطعام». وفي خطوة تصعيدية مغايرة، دخلت «مجموعة المصير» في اعتصامات يومية أمام عمالة الإقليم، للمطالبة بالإدماج الفوري والشامل لأعضاء المجموعة، التي تأسست في الإقليم قبل أشهر، كما دخلت في حوارات وصفت ب«الماراطونية» مع العمالة لم تسفر عن أي نتائج إلى حد الآن. وكان أعضاء المجموعة قد أحرقوا، في وقت سابق من الشهر الجاري، نسخا من شهادات الإجازة أمام مقر إقامة عامل الإقليم، إدريس بنعدو، في «إشارة» إلى مستوى التذمر الذي بدؤوا يشعرون به -حسب قولهم- جراء غياب أي قناة للحوار مع السلطات الإدارية في الإقليم وتجاهل العمالة مطالبَهم الآنية والمستعجلة. وحسب المحتجين، فإن عدد الشواهد التي تم حرقها أمام الإقامة الخاصة لعامل الإقليم بلغت 72 شهادة إجازة حصلوا عليها في مختلف التخصصات العلمية في عدد من جامعات المملكة، وقد اختاروا هذا الأسلوب التصعيدي للتنديد بسياسة «الآذان الصماء» التي تتبعها الدوائر المسؤولة في الإقليم، كما اختاروا هذا الأسلوب للاحتجاج على ما أسموه «النعيم الذي يرفل فيه القائمون على الشأن العام في المنطقة»، في مقابل «الجحيم» الذي يعيش فيه المعطلون كل يوم، وأكدوا في الشعارات التي رفعوها في المسيرات التي جابت بعض الشوارع الحيوية في المدينة، أن التوظيف «حق وليس امتيازا «تتفضل» به الدولة على أبنائها»، وأقسموا إنهم عاهدوا عائلاتهم ب«الحصول على الوظيفة العمومية أو الممات»، كما أقسموا إن «الحكرة» ستزول في المستقبل القريب وإنهم ماضون في معركتهم النضالية دون استسلام. وكانت «مجموعة المصير» قد بدأت، منذ حوالي شهر، في تنفيذ سلسلة من الاحتجاجات اليومية أمام البوابة الرئيسية لعمالة الإقليم، بعد سنوات من الهدنة والانتظار، بغية التحسيس بقضيتهم المصيرية، في ظل التوظيفات المباشرة التي أقدمت عليها الحكومة لبعض أبناء المناطق الجنوبية، دون غيرهم من حاملي الشواهد في مختلف تراب الإقليم وفي ظل إقصاء الدوائر الرسمية حاملي شهادات الإجازة من التوظيفات المعلنة حديثا لفائدة الأطر العليا المعطلة.