أفادت عائلة إبراهيم أكداش، المغربي الذي أصيب خلال شهر دجنبر الماضي برصاصة في العنق، أن الغرفة الرابعة التابعة لمحكمة سبتةالمحتلة أطلقت سراح الجاني (م.م.م) وهو من مغاربة سبتة. إذ أصبح هذا الأخير يهدد مجددا حياة الضحية إبراهيم، بعد التبليغ عنه، والتعرف على هويته. وأضافت عائلة الضحية مساء أول أمس ل«المساء» أن محكمة سبتة لم توجه إلى الضحية أي استدعاء قضائي لحضور الجلسة أو للاستماع إلى أقواله خلال أطوارها ، مما أثار استغراب الأسرة والضحية معا، وأعربا عن تخوفهما من الانتقام منهما. ولم تشعر محكمة سبتةالمحتلة الضحية بأي إفادات حول إصدار الحكم ولا حيثياته، رغم أن الضحية البالغ من العمر 54 سنة موجود كل يوم بمدينة سبتة، حيث يعمل في قطاع البناء. وأوضحت الأسرة أن آخر تهديد تعرض له المغربي، إبراهيم، المقيم بمدينة الفنيدق، كان منذ أربعة أيام، حينما توجه إليه الجاني متوعدا إياه بالانتقام منه، الأمر الذي أثر مجددا على نفسية وصحة الضحية، الذي بدأ يصاب بنوبات خوف ليلية، كما أنه أصبح يتعرض لحالات من الألم والإغماءات. وتعود أطوار الاعتداء بالسلاح الناري إلى يوم 13 دجنبر الماضي، حيث ابتدأت مأساة إبراهيم، الذي يشتغل في قطاع البناء بمدينة سبتة حينما كان منهمكا في بناء منزل بحي برينسيبي المعروف بكونه «أخطر حي في إسبانيا» وغيتوها لمغاربة سبتة. وخلال انهماكه في العمل فوجئ إبراهيم بشخص ذي ملامح مغربية، لم يشاهده من قبل ، يوجه إليه طلقة نارية من مسدسه اخترقت الجهة اليسرى من عنقه. وقبل أن يطلق الجاني رصاصة أخرى في اتجاهه تدحرج المغربي بعد إغمائه في منحدر ففر الجاني وتركه. وقدم عدد من الأشخاص لمعاينة الأمر، فوجدوا إبراهيم مضرجا في دمائه بعد إصابته بنزيف خطير، حيث نقلوه فورا إلى مستشفى مدينة سبتة، الذي وصفه في تقريره الطبي «بكونه مغربيا مصابا بطلق ناري في العنق، أحاله مجهولون على المستشفى، ولا يتكلم اللغة الإسبانية». الغريب في الأمر أن الطاقم الطبي للمستشفى «لم يكلف نفسه عناء استخراج الرصاصة من عنق المغربي»، حسب قول زوجته ل«المساء»، حتى يتسنى للأمن الإسباني معرفة عيار الرصاص و دوافع الجريمة والتعرف على هوية الجاني «فقط لأن الأمر يتعلق بمغربي، كان يعمل بشكل غير قانوني في قطاع البناء هناك»، فخرج المغربي، الذي يتحدر من مدينة إيمنتانوت، ويقيم في مدينة الفنيدق، لوحده من المستشفى، شبه مطرود، وفي حالة يرثى لها، حيث امتطى دراجته الهوائية، وعبر الحدود ووصل في حالة جد خطيرة إلى غاية منزله بحي «رأس لوطا» الشعبي بالفنيدق. فأغمي عليه مجددا، فيما أصيبت أسرته بحالة من الهلع جراء ذلك، إذ لم يكن في علمها أي شي عن الحادث، فقامت بنقله فورا إلى مستشفى المضيق، الذي لم يقدم بدوره أي إسعافات باستثناء منح أسرته شهادة تثبت إصابته بطلق ناري، ناصحا إياها بالإسراع بنقله إلى مستشفى آخر أو مصحة خاصة، حيث استخرجت له الرصاصة من مصحة خاصة بمدينة تطوان.