القصة الكاملة كما يحكيها «ماتيوس»، بدأت قبل عشرة أيام من إلقاء القبض عليه بمطار المنارة بمراكش، بعد أن اتصل به أحد أصدقائه المسمى «رضوان.ك»، الذي كان يدرس معه سنة 2010، يعرض عليه السفر إلى المغرب، فلم يتردد في قبول هدية طالما كان يحلم بها . بعد وصولهما إلى مطار المنارة في مراكش، منتصف الشهر الماضي على الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا، وجد المواطن الفرنسي ذو الأصول الجزائرية «رضا .ز»، ورفيقه الفرنسي «ماتيوس. س»، في انتظارهما شخصا يحمل لافتة كتب عليها اسم هذا الأخير، وبمجرد تعرفه عليهما استأجر لهما سيارة أجرة نقلتهما إلى فندق شهير بمراكش، بينما فضل هو اللحاق بهما على متن دراجة نارية من نوع «بوستر» سوداء اللون، وقام بحجز غرفة لهما في الفندق ذاته. وفي وقت مبكر من صباح اليوم الموالي، وبالضبط على الساعة الثالثة صباحا، حضر نفس الشخص، ذي البشرة السمراء، القصير القامة، والنحيف البنية، والذي يبلغ من العمر 28 سنة، شعر رأسه قصير مجعد، وله لحية وشارب، إلى الفندق المذكور حيث يقيم المواطنان الفرنسيان، وهو يحمل في يديه حقيبتين صغيرتين، سلمهما «لماتيوس»، خارج الفندق بعد أن اتصل به هاتفيا، الحقيبتان توجد بداخلهما 10 كيلوغرامات من مخدر الشيرا، تم توزيعها وتصفيفها بطريقة محكمة داخل الحقيبتين، بحيث وضع بكل حقيبة 5 كيلوغرامات من المخدر المذكور، مخبأة داخل مجموعة من الأحذية التقليدية وأيضا بقعري الحقيبتين، ثم غادر الفندق بعد أن أكمل مهمته بنجاح، ليحاول الصديقان إكمال المهمة. ولدى وصولهما إلى مطار المنارة مراكش، تم إيقافهما من طرف شرطة المطار وبحوزتهما الكمية المذكورة من مخدر الشيرا، بعدما كانا متوجهين إلى مدينة بروكسيل، عبر الرحلة رقم AT676، وسلمتهما إلى مصالح الشرطة القضائية التي فتحت تحقيقا معهما. تحقيق الضابطة القضائية الأولي، تبين من خلاله أن المواطن الفرنسي «ماتيوس سيليست»، مزداد بمدينة «أراس» سنة 1992، حيث كبر وترعرع بها، ما يعرفه عن والده هو أنه يعمل نجارا لكونه لم يره منذ أن كان عمره 6 سنوات، كما أن والدته التي أخبرته عنه لا تعمل، وله أخ يصغره بأربع سنوات. يتابع «ماتيوس» دراسته للحصول على الباكلوريا في تخصص «اليكترونيك» بأحد المعاهد شمال فرنسا. القصة الكاملة كما يحكيها «ماتيوس»، بدأت قبل عشرة أيام من إلقاء القبض عليه بمطار المنارة بمراكش، بعد أن اتصل به أحد أصدقائه المسمى «رضوان.ك»، الذي كان يدرس معه سنة 2010، يعرض عليه السفر إلى المغرب، فلم يتردد في قبول هدية طالما كان يحلم بها، لكونه لم يزر المغرب قط في حياته. انتظر «ماتيوس» صديقه بمدينة صغيرة تقع على الحدود البلجيكية تدعى «فيو كوند»، ولدى وصوله على متن سيارته من نوع كولف تحمل أرقاما فرنسية، رفقة المسمى «رضا.ز»، وهي المرة الأولى التي يتعرف فيها على هذا الأخير، وفي الطريق، عرض عليه المسمى»رضوان.ك»، فكرة جلب كمية من مخدر الشيرا رفقة صديقه «رضا» المغربي الجنسية، وأكد له أنه لن يتدخل في أمر المخدرات، بل هناك شخص آخر ينتظر بمدينة مراكش سيقوم بالمهمة بكل تفاصيلها، كما سيتكلف أيضا بأمر الإقامة، وجلب المخدرات المخبأة بطريقة محكمة، وما على «ماتيوس» ورفيقه سوى أخذ البضاعة من مطار مراكش إلى بلجيكا دون إثارة الانتباه، من أجل الحصول على مبلغ 5000 أورو لكل واحد. وهو مبلغ سيحسن وضعية الصديقين الاجتماعية. حجز «رضوان. ك» لصديقيه تذكرتي سفر من مدينة «فيو كوند» إلى بروكسيل، ثم بعد ذلك تذكرتي سفر ذهابا وإيابا إلى مراكش. يقول»ماتيوس»: «فارقنا رضوان بعد أن سلمنا رقم هاتف الشخص، الذي سينتظرنا في مدينة مراكش، ويدعى «يوسف.ت» من أصل جزائري يوجد بالمغرب منذ أزيد من سنة، هذا الأخير كان في انتظارنا بمطار مراكش، حيث اصطحبنا مباشرة بعد وصولنا إلى الفندق، بعد أن حجز لنا غرفة لمدة ليلة واحدة». وفي صباح اليوم الموالي يحكي «ماتيوس»، توجه رفقة صديقه إلى المطار، حيث «تم اكتشاف أمرنا من طرف شرطة مطار المنارة بمراكش». انتقلت الشرطة رفقة الموقوفين إلى الفندق، الذي كانا يقيمان فيه، من أجل التعرف على المسمى «يوسف»، بالاستعانة بشريط الكاميرا المثبتة بقاعة الاستقبالات، إلا أنها لم تظهر شيئا من شأنه كشف هوية المعني بالأمر بوضوح، لأنه حضر مرة واحدة ليلا، لم تكن وقتها الأضواء مشتعلة بالقاعة، ثم طلبت الشرطة في خطوة ثانية من «ماتيوس»، الاتصال ب»يوسف»، وإيهامه بأنه وصديقه لم يتمكنا من مغادرة المغرب وأنهما في حاجة إلى مساعدته مخافة أن ينكشف أمرهما، وبالفعل أجاب المعني بالأمر على الهاتف، كما تم الاتفاق على ذلك، وحددوا معه موعدا على الساعة العاشرة ليلا، بحضور الشرطة، التي حرست المكان بطريقة سرية، إلا أن المعني بالأمر لم يحضر، ولما طلب رقم هاتفه مرة أخرى وجده مغلقا، مما يعني أنه فطن بالكمين، لكن الشرطة تأكدت أنه ما يزال بالمغرب وفتحت في حقه مذكرة بحث. هذا وأدانت المحكمة الموقوفين بسنة سجنا نافذا بتهمة حيازة ومحاولة تصدير والاتجار بالمخدرات، في حين ما زال البحث جاريا عن الرأس المدبر للعصابة، بتنسيق مع الشرطة الدولية، شأنه في ذلك شأن شريكه «يوسف».