تتوالى احتجاجات سكان إقليم طاطا، في نقط وجماعات متفرقة من الإقليم، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية، على الخصوص، وللتعبير عن رفض بعض مكونات الإقليم التقطيع الذي اقترحته لجنة الجهوية، والقاضي بإلحاق إقليم طاطا بجهة سوس -ماسة، بعد أن كان تابعا لجهة كلميم. فبعد الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها في المناطق الحضرية لطاطا وأقا وفم الحصن، ظهرت احتجاجات جديدة في الوسط القروي، كتلك التي شهدتها جماعة «إسافن»، الواقعة شمال الإقليم (على بعد حوالي 90 كيلومترا) حيث دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثاني على التوالي وانتهت بتنظيم مسيرة سلمية في مركز الجماعة صبيحة الخميس الماضي، مصحوبة بوقفة احتجاجية أمام مقر القيادة، انضمّت إليها عشرات النساء اللواتي يُمثلن، حسب المحتجين، 70 في المائة من الكتلة الناخبة. وفي مدينة أقا، خاض مئات المواطنين اعتصاما أمام باشوية المدينة يومي الجمعة والسبت الماضيين، للمطالبة بإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية التي تعيشها ساكنة المنطقة على مستوى الخدمات الصحية والتعمير والتعليم وما تتعرض له أراضيهم من نهب ممنهج، فضلا على انتشار دُور الدعارة ونقص بطائق الإنعاش الوطني. وفي جماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك القروية (7 كلم عن مدينة أقا) نظمت الساكنة مسيرة بين دوار «الرحالة» ودوار «تكاديرت»، وحيث طالبوا خلال هذه المسيرة بتجاوز وضعية تعقيد مساطر البناء والتعمير وندّدوا في الوقت ذاته بغياب طبيب في مستوصفهم القروي. وعبّر المحتجون في أقا، والذين انضم إليهم القادمون من جماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك، عن استعدادهم لتنظيم مسيرة إلى مقر عمالة إقليم طاطا ومسيرة أخرى إلى الرباط. واستنادا إلى بيان تنسيقية «شباب إسافن من أجل التغيير»، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن قائد قيادة «إسافن» عقد لقاء مع المحتجين بسطوا فيه مطالبهم وعبّر فيه المسؤول المذكور عن استجابة السلطة المحلية لمطلب مجانية رخص البناء وتعميم الإنارة العمومية في الدواوير المهمّشة (أيت واكرو وتنفزات...) وإعفاء الطلبة والمعطلين من رسوم تصحيح الإمضاء والعمل على برمجة زيارة مصلحة بطاقة التعريف الوطنية للمنطقة وإجراء مراقبة دورية للعدادات الكهربائية. كما تعهّد ببرمجة ستّ عمليات للإحاشة والقنص، للقضاء على الخنازير البرية. وعلى مشارف مدينة طاطا، تظاهر المنتسبون إلى قبيلة دوبلال أول أمس في مركز قيادة أديس وتجمهر العشرات منهم على الطريق الوطنية رقم 12 للتعبير عن رفضهم للتقسيم الجهوي المقترَح من لجنة عزيمان، ويطالبون بإعادة إقليم طاطا إلى جهة كلميم واد نون وبالعمل على الاستجابة لما جاء في ملفهم المطلبي. وقد تزامنت تظاهرة أبناء القبيلة في أديس بالتحرك نفسه في قيادة تيسنت، كما عبّر المحتجون في مدينة أقا وفم الحصن وفي جماعة إسافن عن المطلب ذاتها، مؤكدين رفضهم إلحاق إقليم طاطا بجهة سوس ماسة درعة.