أحالت عناصر الشرطة القضائية بمفوضية شرطة مدينة العيونالشرقية، صباح الاثنين الماضي، شخصا نبش قبر رضيعة وسرق نعشها وجثمانها على أنظار وكيل الملك بابتدائية بتاوريرت بتهم انتهاك حرمة مقبرة وتشويه جثة واستخراجها من قبرها وحيازة السلاح الأبيض. وقد سبق لعناصر الشرطة القضائية أن فتحت تحقيقا وباشرت تحرياتها في موضوع نبش قبر رضيعة، ساعتين بعد دفنها في مقبرة مولاي عبد القادر بطريق بركان، واختفاء نعشها وجثمانها، بعد عصر يوم الخميس 31 مارس الماضي، بعد أن وضعتها أمها بمستشفى الفارابي بوجدة يوم الأربعاء 30 مارس الفارط،على إثر عملية قيصرية تكللت بالنجاح، لكن الرضيعة لفظت أنفاسها الأخيرة صباح اليوم الموالي بنفس المستشفى. وبناء على معلومات توصلت بها مصالح مفوضية الشرطة حول أحد المتسكعين، الذي شوهد بالمقبرة خلال مراسيم الدفن وهو يراقب العملية من بعيد ونظره على النعش الخشبي، انتقلت عناصر الشرطة إلى ملجئه بحي التقدم ليلة الجمعة فاتح أبريل حيث تم العثور على بقايا نعش الرضيعة المتوفاة، التي دفنت داخله بعد نقلها من مستشفى الفارابي بوجدة، لكنها لم تتمكن من الإيقاع به، رغم الحراسة المشددة التي ضربت عليه بمساعدة بعض أفراد عائلة الرضيعة الهالكة بحي التقدم وغابة سيدي محمد الصالح. ونتيجة إحساسه بالمطاردة من طرف رجال الأمن وتضييق الخناق عليه من طرف الساكنة، التي استنكرت فعلته الشنيعة، قام بمغادرة محل سكناه وتوارى عن الأنظار وتاه في الخلاء، خارج مدينة العيونالشرقية، بحثا عن مكان آمن وبعيد عن السكان في محاولة منه للنجاة، واستقر بمنطقة عياط بجماعة تنشر على بعد حوالي 30 كلم من مدينة العيونالشرقية. وقد وقع نظر مجموعة من المواطنين من سكان المنطقة، صباح يوم السبت 2 أبريل الجاري في حدود الساعة 11 صباحا، على الفاعل «ج. ب»، وهو شاب في العشرينات من عمره مطرود من إسبانيا ويقطن بحي التقدم حيث تم القبض عليه بعد أن شكوا في أمره، خصوصا بعد ذيوع خبر نبش القبر وسرقة النعش بمختلف مناطق دائرة المدينة، وعمدوا إلى ربط الاتصال بعناصر الدرك الملكي، التي انتقلت فور ذلك إلى عين المكان، وقامت باعتقاله واقتياده إلى مفوضية العيونالشرقية حيث تم تسليمه لعناصر الشرطة القضائية، التي أخضعته لبحث وتحقيق معمقين للإحاطة بظروف وملابسات القضية وأسباب ارتكاب الفعل الشنيع، إلا أنه أنكر جميع التهم المنسوبة إليه وتمسك بعدم معرفته بمكان وجود جثمان الرضيعة. وفي نفس السياق، لاحظ عون سلطة (مقدم) يقطن بنفس المنطقة، التي تؤوي المتهم، حوالي الساعة السابعة من مساء نفس اليوم، نشاطا غير طبيعي لأحد الكلاب الضالة بالقرب من المكان الذي كان يتخذه المتهم مسكنا، وقرر استكشاف المكان والوقوف على أسباب الوقائع، ليقع نظره على كومة من التراب بأحد أركان الملجأ، حيث تمت إعادة دفن الرضيعة، فقام بإخبار المصالح الأمنية، التي انتقلت على الفور إلى مسرح الحادث، رفقة عناصر الوقاية المدنية، التي نقلت جثمان الرضيعة إلى مستودع الأموات بعد تحرير محاضر في القضية وإجراء المساطر القانونية في مثل هذه الحوادث قبل تسليمها إلى عائلتها التي أعادت دفنها، عصر يوم الأحد 3 أبريل الجاري بمقبرة مولاي عبد القادر وسط جمع كبير من المواطنين.