كشفت مجلة «إيكونومي إي أنتروبريز»، المتخصصة في عالم المال والأعمال، لمالكها حسن العلوي، في عددها الأخير، عن خبايا الخرجة الإعلامية «الغامضة» لرجل الإشهار المعروف نور الدين عيوش، عندما صرح مؤخرا، في ندوة سياسية، بالتزامن مع احتجاجات شبابية في المغرب، «إن شركة إف. سي. أدفيرتيسانغ تم بيعها». واعتبرت المجلة، في تحقيق صحافي معنون ب«ماتقيش إشهاري»، الخرجة الإعلامية الأخيرة لعيوش بأنها نابعة من خيبة أمل أصيب بها باطرون وكالة «شمس» الإشهارية في مواجهة شركة «إف سي أدفيرتيسانغ»، بعد أن استحوذت هذه الأخيرة على 35 في المائة من سوق الإشهار في المغرب، أي ما يقارب ملياري درهم من الميزانية الإجمالية للاستثمارت الإشهارية. «ما الذي أثار استياء عيوش؟»، تتساءل المجلة، قبل أن تجيب قائلة في هذا السياق: «في حقيقة الأمر، كانت «خرجة» هذا الرجل، الذي لطالما ادعى قربه من القصر، بمثابة صرخة إحباط تملّكه في مواجهة منافس قوي قام بتركيعه إلى الأرض، بعد أن استحوذ على كل الميزانيات الضخمة، مع العلم أن هذا الرجل، العملاق في مجاله، بفضل فروع شركته المتعددة، يعتبر من أهم الفاعلين في السوق». ولمحت المجلة المذكورة، في تحقيقها إلى أن كيل سوق الإشهار لم يطفح إلا عندما بدأت مصالح اللوبي العملاق للإشهار تتضرر، ليخوض معركة شرسة للدفاع مصالحه»، قبل أن تنتهي المجلة إلى التساؤل: «هل بإمكان هذا التعدد في ردود الأفعال، الذي تعرفه الساحة، أن يساهم في إحلال الديمقراطية في القطاع الإعلامي في بلادنا»؟ ورأي البعض في تصريحات عيوش «خروجا عن اللياقة المطلوبة» من شخص ظل دائما يقدم للعموم على أن صديق مقرّب من البلاط، كما لم يفهم كثير من المهتمين خروج عيوش في احتجاجات 20 فبراير،خاصة أن المعني بالأمر راكم ثروة كبيرة في ظروف «غامضة»، مستغلا قربه من صناع القرار، الذين خرج للاحتجاج ضدهم اليوم، فيما يطالب آخرون عيوش بأن يكشف عن حقيقة الصفقات التي استفاد منها في واقع اقتصادي غير شفاف... وأشارت مصادرنا، في هذا السياق، إلى صفقة مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى، التي فوتها عيوش للبنك الشعبي بقيمة مالية لم تُعرَف إلى حد الآن، دون أن تتم تسوية وضعية مستخدميها الذين ما زال بعضهم يترددون على محاكم المملكة لاسترجاع حقوقهم، فيما ما يزال العديد من زبناء المؤسسة من المواطنين الفقراء لم ينتهوا بعدُ من تسديد أقساط الديون المترتبة عن تلك المبالغ المالية الهزيلة التي اقترضوها من عيوش بأسعار فائدة «غامضة» وغير محددة السقف.