اتهمت ليبيا حلف شمال الأطلسي يوم الأحد «بإرهاب» وقتل شعبها في إطار مؤامرة عالمية لإذلال وإضعاف ليبيا. وتقول الحكومة الليبية إن الغارات الجوية التي يقودها الغرب أدت إلى قتل أكثر من 100 مدني، وهو اتهام نفاه التحالف الذي يقول إنه يحمي المدنيين من قوات العقيد معمر القذافي ولا يستهدف إلا المواقع العسكرية لفرض تطبيق منطقة حظر طيران. وقال موسى إبراهيم، وهو متحدث باسم الحكومة الليبية، إن الرعب والخوف والتوتر الذي يعيش فيه الناس موجود في كل مكان وإن هؤلاء المدنيين يتعرضون للإرهاب كل يوم. وأردف قائلا إن ليبيا تعتقد أن هذا الاستمرار غير الضروري للغارات الجوية هو خطة لوضع الحكومة الليبية في وضع تفاوضي ضعيف وإن حلف شمال الأطلسي مستعد لقتل الناس وتدمير معسكرات تدريب ونقاط تفتيش الجيش ومواقع أخرى. وصرح مسؤولون في حلف شمال الأطلسي في وقت سابق أول أمس الأحد بأن الحلف وافق على قيادة العمليات العسكرية في ليبيا. واعترف إبراهيم بأن قوات المعارضة في الشرق تتقدم صوب الغرب ولكنه امتنع عن إعطاء أي تفصيلات بشأن تراجع القوات الحكومية. وأضاف أن الدول الغربية تجوع الشعب الليبي وتريد إركاع ليبيا كي تطلب الرحمة. وقال إنها خطة بسيطة للغاية وإن الليبيين يرونها تحدث أمام أعينهم فالدول الغربية لا تحاول حماية المدنيين . وأضاف أن ثلاثة بحارة مدنيين ليبيين قتلوا في غارة جوية للتحالف على ميناء لصيد الأسماك في مدينة سيرت يوم السبت. خدعة محاربة القاعدة في إحدى غرف مستشفى في بنغازي وتحت حراسة الثوار، يقول جنود ليبيون جُرحوا وأسروا إن العقيد معمّر القذافي خدعهم ليدفع بهم إلى قتال مواطنيهم في شرق ليبيا. وأعرب الجنود في حديثهم لوكالة الصحافة الفرنسية «فرانس برس» عن استغرابهم عندما اكتشفوا أن العدو ليس إرهابياً من تنظيم القاعدة، ولا عميلاً للموساد (جهاز الاستخبارت الإسرائيلي) ولا من المرتزقة الأجانب كما كان النظام يدعي. وقال عزومي علي محمد (25 سنة) إنه جندي احتياطي وأسر في العشرين من مارس بعد أن تعرّضت قافلته التي يبلغ عدد أفرادها 400 جندي ليبي ومرتزقة أفارقة، لقصف جوي على الطريق الصحراوية قرب أجدابيا (160 كلم جنوب بنغازي. وأكد أن كل الهواتف النقالة صُودرت منهم في طرابلس كي لا تشوّش معلومات خارجية على الرواية الحكومية. وبعد أن تعايش مع الثوار في معقلهم في بنغازي وتلقى عناية أطبائهم قال عزومي علي محمد: «أريد الآن أن أقاتل ضد قوات القذافي». وإلى جانبه روى العسكري مصطفى محمد علي كيف سقط في كمين نصبه الثوار في 18مارس عندما كان خارجاً من أجدابيا فأصيب بست رصاصات، لكنه نجا خلافاً لثلاثة جنود كانوا معه في السيارة الرباعية الدفع التي كانت تحمل العلم الأخضر للنظام. وقيل له إن عملاء إسرائيليين جندوا مقاتلين تونسيين ومصريين وسوريين تحت تأثير مخدرات لافتعال اضطرابات. وأوضح «كنت موالياً (للقذافي) ولم أعد كذلك، بعد أن اكتشفت حقيقة المعارك»، وأضاف قائلا: «في بنغازي وجدت شباناً يقومون بثورة لوضع حد للظلم الذي كنا نعيش فيه». إلا أن الطاقم الطبي المشرف عليهم يؤكد بوضوح موقفه من الأسرى ويقول أحد الأطباء وهو يتمعن في لوحة أشعة أحد المصابين «أنا أعالجهم لأنهم بشر، ولأنني مسلم». موسى يصف القذافي بالحمار قالت صحيفة «النهار الجديد» الجزائرية إن عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وصف القذافي بالحمار، والكحيان، ردَّاً على اتهامات القذافي المتعلقة بحصوله على رشوة ومجاملة أبناء رموز النظام البائد بتعيينهم في الجامعة العربية، واتهم موسى القذافي بالتخطيط لاغتياله، تعقيباً على تصريح للأخير يؤكد فيه أن موسى لن يصل إلى حكم مصر. وكذّب موسى ادعاءات العقيد القذافي بإهدائه سيارة ثمنها 42 ألف يورو وأنه أعطاه بعض الأموال، موضحاً أن السيارة مهداة للجامعة، مبيناً الرخصة التي تؤكد أن السيارة مرخصة باسم الجامعة وليس باسمه أما في ما يتعلق بمنحه أموالاً فقال موسى: «أتحدى القذافي أن يثبت أنني أخذت منه مليماً واحداً، ثم إن القذافي ده راجل (كحيان)، لأنه امتنع عن دفع مساهمات ليبيا في الجامعة حتى القمة الماضية وأخذنا الفلوس منه بخلع الضرس». وبخصوص اتهام نظام القذافي لموسى بأنه كان يرسل له طائرته الخاصة ويدفع له 10 آلاف دولار مقابل تدخله لحل الأزمة اللبنانية بين سعد الحريري وحزب الله، قال موسى: «ده راجل حمار صحيح.. كان يقول إني أخذت مليون جنيه عشان تبقى محبوكة، نعم أنا ركبت طائرة الحريري الخاصة مرة واحدة، ولكن كثيراً من القادة والملوك العرب يرسلون لي طائراتهم الخاصة كأمين للجامعة لقضاء بعض المهام والعودة في نفس اليوم». وأضاف قائلا: «أؤكد أنني ركبت طائرات خاصة سعودية ولبنانية ومصرية ولو كنت ركبت طائرة الحريري مرة فقد ركبت طائرة القذافي 10 مرات، أما فيما يخص العشرة آلاف دولار فأنا زعلان لأن ده ثمن رخيص جداً لأن ثمني أغلى من كده، ولأني مش رخيص للدرجة دي.. هذا بافتراض صحة ادعاءاته.. وإذا حسبناها فإن اليوم بتاعي أغلى من الذهب والماس».
سورية تسعى إلى تهدئة الوضع وعلي عبد الله صالح يعلق المفاوضات سعت قوات الجيش والأمن السورية أول أمس الأحد جاهدة لإعادة الأمن والهدوء إلى اللاذقية الساحلية، بعد يومين من أعمال العنف والفوضى التي كانت المدينة قد شهدتها وخلَّفت حوالي 15 قتيلا وأكثر من 150 جريحا. فقد انتشرت قوات الجيش في الشوارع والمناطق الاستراتيجية في المدينة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والتي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة يتوزعون على طوائف إسلامية مختلفة، بالإضافة إلى أقلية مسيحية كبيرة. وقد أكد شهود عيان ونشطاء لوكالة الأسوشييتد برس للأنباء أنهم رأوا وحدات وعربات الجيش تنتشر في العديد من الشوارع والأحياء في المدينة وضواحيها. وقالت إحدى الأمهات التي كانت تقف إلى جانب ابنتها التي ترقد في أحد المستشفيات الحكومية في المدينة: «كانت ابنتي تسير مع زوجها في الشارع بالقرب من مسجد خالد بن الوليد هنا في مدينتنا عندما أُصيبت بطلق ناري من سلاح أحد القناصة». وكانت الحكومة السورية قد قالت في وقت سابق الأحد إن عدد الضحايا الذين سقطوا في أعمال العنف في المدينة السبت بلغ 12 شخصا. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن مسلحين مجهولين هاجموا أحياء مختلفة في المدينة وضواحيها، وأطلقوا الرصاص من على أسطح المباني، مما أدى إلى «ترويع السكان». وقُتل في أعمال العنف 10 من المواطنين، بمن فيهم أفراد الأمن، بالإضافة إلى عنصرين من «القناصة المجهولين». وأضافت الوكالة أن نحو 200 شخص آخر أُصيبوا بجروح، معظمهم من قوات الأمن، جرَّاء أعمال العنف. وفي سياق آخر، قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنه لن يقدم المزيد من التنازلات بعد الآن، في وقت قالت فيه شخصيات معارضة إن المفاوضات توقفت بصورة كاملة دون خطط لاستئنافها، بينما اندلعت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في الجنوب. وقال صالح مخاطبا حزبه المؤتمر الشعبي الحاكم «كلما جاءت مطالبهم ولبيناها ارتفع سقف المطالب مرة أخرى، ونحن عندما نلبي هذه المطالب ليس عن ضعف وإنما لتجنب إراقة الدماء وإزهاق الأنفس». ومع أن اللجنة المركزية للحزب الحاكم طلبت من صالح البقاء في السلطة حتى نهاية ولايته عام 2013، فإن صالح أبدى استعداده للرحيل بصورة مشرفة. وقال إنه يمكن أن يترك السلطة خلال ساعات بشرط أن يتم ذلك مع حفظ احترامه وكرامته، موضحا أنه يجب أن يسلم البلاد إلى أياد أمينة وبشكل سلمي. وحذر صالح المحتجين من التصعيد وقال إن اليمن قنبلة موقوتة إذا لم نعمل وتعمل معها كل الدول الخيرة، سواء كانت شقيقة أو صديقة، على رأب الصدع والانخراط في الحوار السياسي، فإنه قد تندلع حرب أهلية مدمرة». وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلن فيه أحد مساعدي قائد المنطقة الشمالية الغربية في الجيش اليمني اللواء علي محسن الأحمر أن المفاوضات بشأن انتقال السلطة من الرئيس صالح توقفت مساء السبت، ولا يتوقع أن تستأنف فورا. وأعرب الأحمر لوكالة الأنباء الألمانية عن تخوفه من استغلال الرئيس صالح لتنظيم القاعدة في محاولته للتمسك بالسلطة واستخدام القوة ضد أبناء الشعب. وقال: «علمتنا الأحداث وتجارب العمل مع الرئيس أنه يصعب الوثوق به وتصديقه، وأعتقد أنه يحاول المراوغة باللعب على عامل الوقت، مراهنا على ملل المعتصمين وإرهاقهم». وردا على اتهام صالح للحوثيين بالانشقاق عن الدولة المركزية، أعلن الناطق الرسمي لجماعة الحوثيين محمد عبد السلام مساء الأحد أن بقاء الرئيس صالح ونظام حكمه هو الخطر الحقيقي على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها.