سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هبوط وإقلاع طائرة سياحية في ضواحي تاوريرت يشتبه في شحنها كمية كبيرة من المخدرات المنطقة شهدت في السنوات الأخيرة الكثير من حالات تهريب المخدرات بواسطة الطائرات
تمكنت طائرة سياحية من الحجم الصغير (رمادية اللون ذات محرك واحد ومقعدين) من الهبوط، صباح يوم الاثنين، 21 مارس الجاري، في فضاء خال من السكان بمقربة من محطة القطار «العقرب»، على بعد حوالي 30 كيلومترا غرب مدينة تاوريرت في اتجاه جرسيف. وحسب مصادر، فقد أقلعت الطائرة، التي كان على متنها الربان وأحد مرافقيه، وكلاهما أجنبيان، نحو وجهة مجهولة، بعد أن نجحت، خلال بضعة دقائق، في شحن كمية كبيرة من المخدرات زودتها بها سيارة رباعية الدفع، قبل أن تتوارى عن الأنظار. ومباشرة بعد توصلها بالمعلومة، انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى عين المكان وفتحت تحقيقا ميدانيا وباشرت تحرياتها في النازلة، لمعرفة حقيقة ما جرى وللتأكد مما تمّ تداوله، عبر الاستماع إلى مجموعة من سكان المنطقة المجاورة لمسرح الحادث، بهدف الإحاطة بجميع ظروفه وملابساته وتحديد هوية «الجهة» التي وقفت وراء هذه العملية، التي ما تزال «غامضة»، كما شوهدت طائرة عمودية تابعة للدرك الملكي وهي تُحلّق فوق موقع الحادث قد تكون قامت بعملية مسح وتمشيط للمنطقة. وقد شهدت المنطقة سقوط طائرة سياحية، صباح عيد الفطر، الذي صادف يوم الاثنين، 21 شتنبر 2009، في دوار «مولاي الطيب»، التابع لقيادة «مستكمار» في دائرة العيونالشرقية، التي تدخل ضمن تراب تاوريرت، أحد أقاليم الجهة الشرقية، وتحطمت إثر اصطدام أحد جناحيها بعمود إسمنتي ليتم اعتقال ربانيها وهما من جنسية أسبانية. وقد استنفر الحادث آنذاك المصالح الأمنية التي قامت بإخضاع محجوزات الطائرة، وضمنها جهاز «جي بي إس» (جهاز قياس الإحداثيات وتحديد المواقع) للخبرة والمتابعة، وهو ما أفضى إلى معرفة العمليات السابقة التي نفذتها الطائرة، قبل أن تنزل اضطراريا. ومن بين المواقع التي ثبت أنها كانت مسرحا للاتجار في المخدرات عبر تلك الطائرة مناطق سيدي قاسم، الناظور، الحسيمة والعرائش، حيث تم تحديد موقع كانت قد نزلت فيه في مرحلة سابقة، وهو عبارة عن ضيعة فلاحية تم التأكد من وجود شخص فيها، تم إيقافه وحجز سيارته، وهي من نوع «مرسيدس» فاخرة تم حجزها، بعدما أفضى تفتيشها إلى العثور على كمية صغيرة من الكوكايين داخلها. وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية، في بلاغ لها في شهر أكتوبر 2009، بخصوص عمليات «اختراق» هذا النوع من الطائرات المجال الجوي للمغرب، أن عناصر التحقيق المتوفرة ترجح أن تكون عمليات الاختراق ذات صلة وثيقة بالتهريب الدولي للمخدرات. وذكر المصدر أن المغرب شهد، طيلة الأشهر الماضية، تصاعدا لعمليات اختراق مجاله الجوي، خاصة في منطقة الشمال، من قِبَل طائرات قادمة من إسبانيا، مذكّرا بأنه تم تسجيل سبع حالات سنة 2007 و20 حالة سنة 2008 و13 منذ بداية السنة الجارية. ويتعلق الأمر، في غالب الحالات، يوضح المصدر، بطائرات خاصة، وبدأ منذ مدة، استعمال المروحيات. وأضاف البلاغ أنه تم توقيف سبع طائرات بعد هبوطها في المغرب، كما تعرضت بعض الطائرات لعمليات إحراق، للحيلولة دون تحديد هويتها. وقد أفضت التحقيقات التي قامت بها السلطات المحلية إلى اعتقال أربعة إسبان وأمريكي واحد و35 مغربيا خلال سنتي 2008 و2009.