من المقرر أن تجرى مباراة الجزائر والمغرب بأبواب مغلقة، لكن تذاكر هذه المباراة، التي حدد لها في الأول ثمن لا يتعدى 200 دينار جزائري أي ما يعادل 23 درهما مغربيا، ارتفع سعرها ليصل إلى أزيد من 4000 دينار جزائري، أي ما يعادل 442 درهما مغربيا، بل إن هذا السعر يبقى قابلا للارتفاع في الساعات الأخيرة قبل بداية المواجهة، المقررة مساء الأحد ابتداء من السابعة والنصف مساء، ويأتي الارتفاع هذا الصاروخي لتذاكر الديربي المغاربي إلى المقاربة التنظيمية الفاشلة للمسؤولين الجزائريين، ففي بادئ الأمر قرر الاتحاد الجزائري وسلطات مدينة عنابة بيع ثلاثة تذاكر فقط لكل مشجع، وهو القرار الذي صفق له البعض، لكن في اليومين الأخيرين تحول التصفيق إلى ندم بعد سقوط المئات من الجرحى في تدافع أكد أن مافيا السوق السوداء لا يمكن أن يحد من جشعها تخصيص ثلاث تذاكر فحسب. إذ تحول المكان المخصص لبيع التذاكر إلى ساحة فوضى، الأسلحة البيضاء هي الغالب والمسيطر فيها، ثم بعد ذلك استعمال الكلاب لإبعاد الجمهور من طابور الانتظار وسلب من استطاع اقتناء تذكرة المباراة، في سابقة تذكر بعهد التتار. وأمام هذا المستجد بات على السلطات الجزائرية إعادة مقاربتها الأمنية لأن المرئي يجسد أن هؤلاء ليسوا جماهير بل هي عصابات ليس إلا. وبالعودة إلى الجانب الأمني فإن السلطات الجزائرية كلفت ما يبلغ ثمانية آلاف شرطي لتأمين المباراة، منهم خمسة آلاف ينتسبون لأمن ولاية عنابة والبقية من فرق وحدات مكافحة الشغب. هذا بالإضافة إلى تثبيت 20 من كاميرات المراقبة بجوانب ملعب «19 ماي 1956» الذي يستضيف المباراة لمراقبة المشجعين، كما تتولى طائرة عمودية مراقبة الأوضاع على الأرض من الجو. وأكد محمد الغازي، محافظ ولاية عنابة الانتهاء من كل الترتيبات المتعلقة بتنظيم المباراة، وكشف عن تخصيص حافلات لنقل المشجعين من نقط معينة بالمدينة إلى الملعب وتحديد أماكن معينة لانتظار السيارات لتفادي الازدحام فضلا عن توفير الإنارة بجوانب الملعب من أجل تسهيل التصدي لأية تجاوزات محتملة. والغريب أن هذا الكم الكبير من رجال الأمن لمباراة سيتابعها ما يبلغ 45 ألف متفرج يثير عدة علامات استفهام، لكن الخفي وراء هذا العدد هو أن المسؤولين الجزائريين يتخوفون من أن تتحول المباراة إلى مكان تردد فيه شعارات تطالب بإسقاط النظام الجزائري، خاصة أن عددا جماهيريا كبيرا يصل إلى 45 ألف متفرج لم تنجح الجمعيات الحقوقية المطالبة بالإصلاحات في الجزائر في جمعه في تظاهرات سابقة منددة بالفساد في الجزائر، فأي نتيجة خارج فوز الخضر تعني أن الأمن سيعيش أحلك أوقاته أمام شعب لطالما عانى فسادا وقمعا طال أمده.