ألقى موضوع ضعف البنيات التحتية في أحد الأحياء الملتحقة حديثا بمدينة تزنيت بظلاله الثقيلة على حفل توزيع الدراجات الهوائية على التلميذات المتحدرات من ضواحي الإقليم. وقد ركز المتحدثون في الحفل الذي حضره مسؤولون في عمالة الإقليم والنيابة الإقليمية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وبلدية تزنيت وعدد من أبناء وسكان المنطقة على ضرورة الالتفات إلى حاجيات السكان، الذين يقترب عددهم من 5 آلاف نسمة، في أقرب الآجال الممكنة. وخلال التظاهرة الاجتماعية، التي استضافها حي «الدوتركة»، الملتحق حديثا بالمدينة، ثمّن المتدخلون أهمية المبادرة الرامية إلى تأمين مواصلة تمدرس الفتاة والمساهمة في التقليص من آفة التسرب الدراسي، داعين إلى مواصلة جهود الفاعلين ومبادراتهم لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من التلميذات على مستوى الإقليم. وحسب ما أكدت النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في تزنيت، فإن هذه العملية شملت توزيع 26 دراجة هوائية على تلميذات السلك الإعدادي، القاطنات في الدواوير الهامشية المحيطة بمركز المدينة، كما تندرج في سياق الجهود الرامية إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وخاصة في الوسط القروي، وفي إطار تفعيل مضامين المشروع الرابع، المنبثق عن البرنامج الاستعجالي، والمتعلق بتكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي وتحسين نسب الاحتفاظ بالتلاميذ داخل المنظومة التربوية. وقد حظيت العملية بتمويل تشاركي ما بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والنيابة الإقليمية، اللتين ساهمتا ب84 دراجة، وعمالة إقليمتزنيت، التي ساهمت ب41 دراجة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما شاركت في العملية فدرالية جمعيات الآباء وجمعية «دوتركا» للتنمية والتعاون. وفي الوقت الذي شدد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في تزنيت على أن الإقليم كان سبّاقا إلى اعتماد الدراجة الهوائية كوسيلة ناجعة لمحاربة الهدر المدرسي، وعلى دورها في تشجيع استمرار المتمدرسات في التعليم وتذليل الصعوبات التي تقف أمامهن، طالب رئيس فدرالية جمعيات الآباء جميع المتدخلين بتوسيع مجال النقل المدرسي ليشمل جميع المناطق في العالم القروي، في ظل الإكراهات التي يشهدها القطاع، مشيرا إلى ضرورة مساهمة هذا المرفق في إنجاح مشاريع المدرسة الجماعاتية، التي بدأ التفكير في إنشائها في الإقليم، فيما دعا رئيس المجلس البلدي لتزنيت إلى إيلاء عناية أكبر لهذا الحي الذي التحق بالمدار الحضري حديثا، لعدم توفره على البنيات التحتية، وطالب إدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالعمل على تجهيز إعداديات وثانويات المدينة، في إطار البرنامج الاستعجالي، حتى لا يكون هناك ميز بين الدواوير والأحياء التي تعاني الفقر. من جهته، أكد عامل إقليمتزنيت أن سكان حي «دوتركة» أصبحت لهم رغبات وطموحات مشروعة ويرغبون في أن تكون لهم نفس الإمكانيات والوسائل المتاحة في مدينة تزنيت، من طرق وإنارة ووسائل نقل ووسائل ترفيه، مؤكدا أن الجميع يعملون من أجل تذليل الصعاب أمام تلاميذ المنطقة، لتمكينهم من الحصول على تعليم لائق، فما عليهم -يقول المسؤول الإقليمي- سوى التحصيل والانكباب على طلب العلم والمعرفة، داعيا تلاميذ المؤسسات التعليمية إلى ترك مشاكل هذه الأخيرة للمسؤولين في الدولة والمجالس المنتخبة والجمعيات وإلى العناية أكثر بايجابيات ثورة المعلوميات واستغلالها لصالح البحث العلمي والتثقيف والتعلم، محذرا الآباء من الاستعمال السيّئ لهذه الوسيلة على سلوك أبنائهم، فيما أكد نائب رئيس المجلس الإقليمي أن ساكنة الإقليم لها انتظارات كبيرة وتطمح إلى أن تستفيد من حصتها من الدعم الاجتماعي، مشددا على ضرورة أخذ حاجيات الإقليم بعين الاعتبار من قبل الأكاديمية الجهوية في مخططاتها الرامية إلى تطوير القطاع في الجهة، مراعاة للطابع القروي الذي يميز الإقليم، داعيا إلى الاهتمام أكثر بالساكنة التي تعيش في الجبال والبوادي النائية التي تطمح إلى دعم الأكاديمية، حتى يتلقى أبناؤها تعليما في المستوى. يذكر أن التلميذات المتمدرسات في نيابة إقليمتزنيت استفدن، خلال الأربع سنوات الماضية، من نحو 0001 دراجة هوائية، وهي ثمرة مجهود مشترك بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في جهة سوس -ماسة -درعة وعمالة الإقليم والجمعية الفرنسية «Juste pour Elle»، فضلا على مجموعة من الشركاء والفاعلين الآخرين، في مختلف مناطق الإقليم.