في خطوة غير مسبوقة، أقدمت شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام»، التي يديرها إدريس بنهيمة، بداية شهر مارس الجاري، على استقدام ما لا يقل عن 150 مضيف طيران تابعين للخطوط الجوية السينغالية من أجل الاستفادة من تداريب حتى يتمكنوا من الاشتغال في طائرات «لارام» في الرحلات الخاصة بالدول الأفريقية. وأفادت مصادر مطلعة ل«المساء» بأن هؤلاء المضيفين يقيمون حاليا بأحد الفنادق بوسط مدينة الدارالبيضاء. واستغربت مصادر مطلعة كيف أن إدريس بنهيمة يستعين بمضيفين ومضيفات أجانب من أجل تعويض مغاربة في هذه المناصب، مشيرة إلى احتمال أن يعوض أولئك المضيفون السينغاليون نظراءهم المغاربة، الذين وجدوا أنفسهم منذ بداية شهر مارس الجاري في الشارع، بعد أن أقدمت «لارام» على حل شركة «أطلس بلو» بناء على قرار اتخذ خلال المجلس الإداري لشركة «لارام» عقد يوم 10 فبراير الماضي. وبالتالي، عادت ست طائرات من نوع بوينغ 737-400 إلى الشركة الأم «لارام»، بينما تم رفض إعادة الملاحين التجاريين، البالغ عددهم 260 شخصا، إلى الشركة الأم إلا في حالة التنازل عن مكتسباتهم، وهو ما لم يقبله هؤلاء الملاحون. غير أن الفصل 19 من مدونة الشغل يفيد بأن وضع العاملين في أي شركة لا يتغير في حالة اندماجها أو شرائها من قبل مجموعة أخرى. وما أثار استياء الملاحين التجاريين هو ما يسمونه «السياسة التمييزية»، التي تبنتها إدارة شركة «لارام» عن طريق التمييز في التعامل بين أعضاء الطاقم التجاري والتقني وتبني إدارة الشركة معايير مزدوجة، حيث تم إدماج الملاحين التقنيين مباشرة في الشركة الأم، بينما تم التخلي عن الملاحين التجاريين واقتراح تشغيلهم عبر وسيط. و عللت إدارة الشركة قرارها هذا، بناء على تصريح أحد المسيرين بالشركة، بأن الأمر يختلف وأن سياسة الشركة هي التي تتبنى التفرقة في المعاملة. ومازال وضع هؤلاء الملاحين التجاريين على حاله منذ عدة أيام، بالرغم من سلسلة من الاحتجاجات التي قاموا بها لدفع إدارة «لارام» إلى التراجع عن قرارها، وبالرغم كذلك من عقد اجتماعين اثنين، الأول يوم الجمعة 11 مارس، والثاني أول أمس الثلاثاء، مع الإدارة السابقة لشركة «أطلس بلو» المنحلة.