تبنى عالم الجراحة في سويسرا، بفضل تقنية زرع جراحية، متعلقة بالرئة، ابتكرتها مجموعة من الباحثين الأمريكيين والأوربيين، خطوات عملية جديدة يتم من خلالها معالجة الرئة، المعروضة للزرع في جسم المريض، مختبريا قبل إجراء العميلة الجراحية. وتسمى التقنية الجديدة «reconditioning technic»، وهي تتمحور حول إعادة تكييف الرئة المعروضة للزرع كي لا يرفضها جسم المريض عقب الانتهاء من عملية الزرع. في الوقت الحاضر، يشير خبراء الصحة السويسريون إلى أن 30 في المائة فقط من عمليات زرع الرئة حول العالم تنجح. ويكمن السبب الرئيسي في الشكوك التي تحوم حول مدى سلامة الرئة المعروضة للزرع. وهكذا، فان التقنية الجديد تخول الجراحين معرفة ما إن كانت تعمل جيداً أم لا، قبل الانتقال إلى مرحلة زرعها في جسم المريض. عملياً، يجري وضع الرئة، المعروضة للزرع، داخل ما يشبه الجرس الزجاجي. داخل هذا الجرس، تخضع الرئة لعملية تنفس اصطناعية، تدوم بضعة أيام، وكأنها موجودة في جسم المريض الذي خضع لعملية الزراعة. وعلى صعيد المنافع المتعلقة بوضع الرئة في الجرس الزجاجي في المختبر، فإنها متعددة، إذ إن عملية تكييف الرئة المعروضة للزرع، تسمح بتطوير وظائفها عن طريق الأدوية أو العلاج الجيني في حال رصد الأطباء خللاً ما داخلها، ما يجعل أداءها داخل الجسم يتحسن ب20 إلى 40 في المائة، وفق الحالة الصحية للمريض.