اندلع، مساء أول أمس بطريق تطوان-المضيق، حريق قوي بأحد المعامل البدائية لإنتاج معدات النظافة مثل جافيل والماء القاطع، حيث أتى على كل أطراف المعمل، فيما نجت حوالي عشر فتيات من العاملات بالمصنع من الموت. وحسب ما عاينته «المساء» وقت وقوع الحادث، فإن ألسنة النيران والدخان الأسود كانت تتراءى للمواطنين على بعد عشرة كيلومترات. وهرعت إلى مكان الحادث مصالح الإطفاء التابعة للوقاية المدنية وعناصر الإنعاش الوطني، وفرقتان عسكريتان، ووالي ولاية تطوان، ووالي الأمن ورئيس بلدية مرتيل حيث يقع المعمل داخل تراب إدارته، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي الدرك الملكي والجيش. وحسب مصدر من الوقاية المدنية، فإنه «لم تصب الفتيات العاملات بالمعمل بحروق أو جروح نظرا لمغادرتهن المعمل بسرعة، ماعدا وقوع ثلاث حالات إغماء». وتعرف منطقة مرتيل بتطوان عددا من الصناعات العشوائية، حيث أصبحت تضم العديد من المؤسسات الصناعية الإنتاجية التي تعمل في السر، وبمباركة في بعض الأحيان من السلطات المحلية، والتي لا تخضع لأية رقابة صارمة من البلدية كما تفتقر إلى شروط السلامة، كما هو عليه الحال بالمعمل المذكور الذي يغلب عليه الطابع البدوي، حيث كان سينتهي بكارثة حقيقية في الأرواح في مكان جد منعزل. وتزامن الحريق مع توجه الملك محمد السادس من إقامته بمدينة المضيق إلى تطوان، حيث مر على مقربة منه على الساعة السادسة مساء و15 دقيقة، عندما كانت ألسنة النيران لاتزال تلتهم جدران ومعدات المعمل. وأفادت مصادرنا بأن السلطات الأمنية فتحت تحقيقا في الموضوع لمعرفة أسباب اندلاع الحريق ومدى الالتزام بمواصفات السلامة بالمعمل، ومدى احترامه للترخيص الممنوح له من طرف بلدية مرتيل.