تجمع الأربعاء الماضي أزيد من 60 مواطنا من سكان دوار «التوميات»، قبيل انطلاق أشغال الدورة العادية لشهر فبراير بقاعة الجماعة القروية لزكزل التابعة لإقليمبركان، احتجاجا على ما اعتبروه معاناة حقيقية تسبب فيها التقطيع الترابي الذي عرفه إقليمبركان قبيل انتخابات 2009 والقاضي بإلحاق جزء من الدوار المذكور بكل من جماعتي بوغريبة ومداغ، ومباشرة بعد الإعلان عن انطلاق الدورة توجه المحتجون إلى مقر عمالة إقليمبركان حيث اجتمع بهم رئيس الشؤون العامة وتمت، حسب أحد الحاضرين، مناقشة المشاكل الكبرى التي ظل السكان يتخبطون فيها والناتجة عن التشتيت الذي عرفه دوارهم بسبب التقسيم الترابي، إذ لا يعقل، يقول المصدر ذاته، أن يحصل سكان دوار واحد على وثائقهم الإدارية من ثلاث جماعات قروية، اثنتان منها توجدان على بعد مسافات طويلة، بالإضافة إلى إغراق الدوار في كل مظاهر الإقصاء والتهميش، حيث لا يوجد ماء صالح للشرب ولا حتى مستوصف أو قاعة للعلاج لأزيد من 350 مواطنا يرغمون على قطع 8 كلم للوصول إلى أقرب نقطة استشفائية، بالإضافة إلى غياب مسالك طرقية تفك العزلة عن المواطنين الذين تتعمق مأساتهم خلال فصل الشتاء، إلى جانب عدم وجود مدرسة تستجيب للأبناء باستثناء فرعية بثلاث قاعات تنعدم بها التجهيزات الضرورية، وقد ظل هذا الدوار على هذه الحال دون أن يتدخل المسؤولون لتأهيل بنيته التحتية، وجاء التقطيع الترابي الأخير ليزيد من معاناة الساكنة، التي احتجت أكثر من مرة من خلال شكايات وعرائض وجهت إلى كل الجهات المعنية إلا أن الوضع ظل كما هو، لذلك يبقى أمل سكان دوار «التوميات» معقودا هذه المرة على وعود عمالة الإقليم التي التزمت، خلال الاجتماع، بإعادة الدوار إلى حالته الأصلية، وهي أن يبقى تابعا للجماعة القروية لزكزل مع ما يستتبع ذلك من التفات إلى بنيته التحتية في حدود الإمكانات المادية المتوفرة.