عاشت مدينة الخميسات، أول أمس الأربعاء، أحداث شغب وفوضى في مجموعة من أحياء المدينة، وبالضبط في «حي السلام»، بعدما تدخلت قوات التدخل السريع ورجال القوات المساعدة والأمن الوطني لمنع «لجنة الإنقاذ»، التي أصدرت بيانها «رقم 1» إلى جماهير وشباب إقليمالخميسات، من أجل الاحتجاج في ساحة «حي السلام» في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال، تحت شعار «صرخة الكرامة». وقد عرفت الوقفة الاحتجاجية، التي تم تفريقها في اللحظات الأولى من بدايتها، إلقاء القبض على شخصين من الفعاليات الحقوقية في المدينة وعلى شخص آخر قيل عنه إنه كان في حالة غير طبيعية ويحمل مجموعة من الأقراص المهلوسة تم العثور عليها في جيب سرواله، وهو ما أدى إلى وقوع مواجهات بين مجموعة من شبان المدينة وتلاميذ المدارس المجاورة للساحة، لتتطور الأمور إلى رشق عناصر الأمن وإحدى سيارات الشرطة بالحجارة، وهو الأمر الذي تطلب تدخل المسؤولين الأمنيين الذين كانوا في عين المكان والذين طوقوا مداخل ومخارج الساحة في وجه المواطنين، لطلب تعزيزات أمنية إضافية، خاصة بعدما بدأ بعض الشباب في ترديد شعارات ضد رجال الأمن الوطني، من قبيل «البوليس سير فحالك، هاد الشي ماشي ديالك»، مما زاد من احتقان الأجواء. وفي حدود الساعة السادسة والنصف مساء، والتي صادفت خروج التلاميذ من المدارس الإعدادية والابتدائية، وقعت مواجهات عنيفة وغير متوقَّعة بينهم وبين قوات الأمن، التي استعملت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين، الذين قاموا بتكسير السيارات التي كانت مرابطة في نفس المكان إضافة إلى وبعض الدكاكين والمقاهي المجاورة و3 وكالات بنكية في المدينة وواجهة المستشفى الإقليمي ومندوبية الصحة ومدارس متفرقة في أحياء المدينة... مما خلق فوضى وشغبا في الأحياء التي عاشت على وقع التراشق بالحجارة مع رجال الأمن وقوات التدخل السريع، مما خلق حالة من الفزع والخوف لدى السكان المتواجدين بنفس الحي المجاور للمستشفى الإقليمي للخميسات، حيث «أمطر» المتظاهرون، بطريقة عشوائية، الراجلين والمارة وأصحاب السيارات بالحجارة، دون أسباب واضحة، مما خلف خسائر مادية مهمة في أوساط المواطنين. وكانت مجموعة من المتظاهرين والمحتجين، قدِموا من أحياء هامشية، مثل «دوار الشيخ» و»سيدي غريب»، قد عملوا على تكسير زجاج وكالتين بنكيتين في «حي السلام» بالحجارة، كما اقتحموا باب المستشفى الإقليمي وعاثوا فيه تخريبا. وامتد شغب المحتجين حتى شارع محمد الخامس، أهم شوارع المدينة، حيث اقتحموا وكالة بنكية وأتلفوا كل ما في داخلها. وأوضحت مصادر طبية متطابقة أن العشرات من عناصر الأمن والقوات المساعدة أصيبوا إصابات متفاوتة وأن امرأتين نقلتا إلى المستشفى الإقليمي في حالة غيبوبة، إثر استنشاقهما غازات القنابل المسيلة للدموع، التي استُعمِلت من أجل تفرقة المحتجين، في حين تم إلقاء القبض على أزيد من 40 شخصا من المتظاهرين والمشاغبين، من بينهم 8 قاصرين. وكانت «لجنة الإنقاذ»، التي دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية في «ساحة السلام»، أمس الأربعاء، قد أصدرت بيانها الأول إلى جماهير وشباب المدينة، والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، وجاء فيه أنها «تدعو جميع شباب المدينة ومنظمات المجتمع المدني إلى الاستعداد لتنظيم أشكال احتجاجية سلمية، كمثيلاتها في باقي ربوع البلاد، لتعبر من خلالها عن رفع الظلم الاجتماعي والإقصاء الممنهج والتهميش الذي يعرفه إقليمنا، بالإضافة إلى الفساد المتفشي في المرافق العمومية، الصحة التعليم والقضاء وعلى الترامي على الملك العام والتأكيد على المطالب السياسية والإصلاحات الدستورية، التي تطالب بها الحركة الاجتماعية الاحتجاجية المغربية»... كما ناشدت «لجنة الإنقاذ»، في بيانها، جميع شباب الإقليم «تكثيف التعبئة من أجل الخروج بشكل جماعي ومنظم للتنديد بواقع الفوضى والتهميش الذي يعرفه الإقليم، خاصة بعد العجز التام الذي أبانت عنه المجالس البلدية والجماعات القروية المتوارثة والسلطات المحلية في تسيير الشأن العام المحلي»، معتبرين أن هذا النداء الأول يعتبر بمثابة «صرخة الحكرة».