يناقش مهنيو قطاع اللحوم في البيضاء المخاطر التي أضحت تمثلها ظاهرة انتشار الذبائح السرية واللحوم المهربة، من خلال أسبوع تحسيسي، يمتد من الثامن عشر إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وأوضح جمال فرحان، الكاتب العام لقطاع نقل اللحوم في البيضاء، المنضوي تحت لواء النقابة المهنية للتجار والمهنيين، أن الذبيحة السرية أضحت تمثل مشكلا حقيقيا يهدد صحة المستهلك ويؤثر على اقتصاد الدولة ويهدد مستقبل المهنيين، وأضاف، في تصريح ل«المساء»، أن برنامج هذا الأسبوع، الذي سينظم بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات، هدفه إظهار مخاطر الذبيحة السرية على صحة المستهلك البيضاوي، نظرا إلى عملية الذبح التي تتم في غالبيتها بطرق غير صحية، وقال جمال فرحان: «إننا كمهنيين لا نطالب بحلول ترقيعية لمحاربة هذه الظاهرة، بل ندعو كافة المسؤولين إلى القضاء على منابع الذبيحة السرية، سواء تعلق الأمر بالأسواق المحيطة بالبيضاء أو بنقط البيع السوداء»، وهذا لن يتأتى -حسب الكاتب العام- إلا من خلال تشديد المراقبة على هذا النوع من اللحوم. وفي اتصال هاتفي برئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، أكد حسان البركاني أن هذا الأسبوع التحسيسي يدخل في إطار الدور الذي تقوم به الغرفة كمؤسسة دستورية لتحسيس المهنيين والمستهلكين بمخاطر الذبيحة السرية، التي لها آثار سلبية على تطوير التجارة الداخلية وعلى صحة المواطنين، وأضاف قائلا ل«المساء» «إننا نأمل، من خلال هذا الأسبوع، التوعية والتعاون بيننا وبين المهنيين من أجل إيجاد حلول مناسبة للحد من تفاقم هذه الظاهرة، خاصة أن قانون حماية المستهلك خرج إلى حيز التطبيق، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على وجود قاعدة قانونية تحمي المهنيين والمستهلكين». وبفعل انتشار الذبائح السرية في ربوع العاصمة الاقتصادية، أصبح المهنيون يتخوفون من مستقبل هذا القطاع، كما أصبحوا يتذمرون من غياب المراقبة في بعض النقط الحيوية في العاصمة. وقال مصدر مقرب ل«المساء» «لقد استبشر مهنيو القطاع خيرا في السنة الماضية عندما كانت السلطات المتخصصة تباشر عمليات المراقبة التي انعكست بشكل إيجابي على عمل المجازر»، ويضيف أنه مباشرة بعد عيد الأضحى، تقلصت نسب المراقبة ولم تعد تلك الدوريات تباشر عملها المعهود، كما أضحى حوالي 8000 جزار يشتكون من قلة الشاحنات المعدة لنقل اللحوم، إذ يبلغ عددها شاحنتين فقط، وهذا في نظر المصدر ذاته غير كاف لمدينة في حجم البيضاء. ويأتي هذا الأسبوع التحسيسي للإجابة عن مختلف التساؤلات التي يطرحها المستهلك، من جهة، والمهنيون من جهة أخرى، خاصة أن هؤلاء يستثمرون أموالا وصفت ب«الطائلة» في شراء الشاحنات وتأسيس المجازر.