بعد العديد من الحملات التمشيطية المكثفة، التي باشرتها عناصر الفرقة القضائية من أجل إيقاف مروج للمخدرات، كان موضوع مذكرة بحث، ألقي القبض مؤخرا على هذا المروج. وقد عرف المتهم بالاتجار في المخدرات وماء الحياة، ولم يتوقف نشاطه في مدينة أزيلال فحسب، بل تعداها إلى مناطق أخرى مجاورة، وظل طريد العدالة منذ مدة طويلة. وقد استبشر ساكنة المنطقة خيرا بالقبض على المتهم وتقديمه للمحاكمة. حظيت محاكمة أشهر تاجر للمخدرات بأزيلال باهتمام محلي غير مسبوق، نظرا لما رافق مدة مطاردته والقبض عليه من قصص أسطورية بأزيلال، ففي كل مرة كان يشعر المتهم باقتراب رجال الشرطة منه كان يختفي عن الأنظار. وكان «م حمدوشي» الملقب ب«موماريس» ذو ال49 سنة يتاجر في المخدرات ومسكر ماء الحياة. وسنة بعد أخرى كان يكبر نشاط المتهم، إذ استمر في مزاولة هذا العمل طيلة 20 سنة بأزيلال ومناطق مجاورة للمدينة وسط جبال الأطلس، وهو ما استدعى إيقاف هذا النشاط من طرف أفراد الشرطة القضائية الذين كثفوا جهودهم، حتى ألقوا القبض عليه وتم تقديمه للعدالة بعد استكمال التحقيق شكل خبر القبض على تاجر المخدرات حديث أبناء أزيلال الذين عانوا كثيرا من ويلات الخمور والمخدرات التي دأب أبناء المنطقة على تعاطيها، هذه المرة على الأقل لن يجدوا من يزودهم بهذه المواد السامة. وليس الحمدوشي سوى واحد من مروجين آخرين همهم الوحيد هو الربح السهل والسريع ولو كان ذلك على حساب راحة أهالي الأبناء المدمنين على المخدرات، التي تشكل استنزافا حقيقيا لأموالهم، غير مبالين بأضرار المخدرات الصحية. وقد أصدرت هيئة المحكمة بأزيلال حكمها القاضي بإدانة «م حمدوشي»، الذي كان موضوع متابعات قضائية سابقة، بخمس سنوات سجنا نافذا ومصادرة المبلغ المالي المحجوز، وبمبلغ 2.826.000.00 درهم لفائدة إدارة الجمارك في قضية الشيرا، وبمبلغ 209.250.00 درهم في قضية مسكر ماء الحياة. ووجهت هيئة المحكمة الابتدائية بأزيلال إلى «م حمدوشي»، الأب لستة أبناء، تهم حيازة والاتجار في المخدرات مع حالة العود والاتجار في سكر ماء الحياة وحيازة بضاعة محظورة بدون سند قانوني صحيح. وحكمت على تاجر للمخدرات ومسكر ماء الحياة بالسجن خمس سنوات نافذة ومصادرة أكثر من 302 مليون سنتيم لفائدة إدارة الجمارك. وبعد القبض على مروج المخدرات ومسكر ماء الحياة، تم استنطاقه من طرف عناصر الضابطة القضائية، فاعترف بالمنسوب إليه، وأفاد بأسماء أخرى لمتهمين آخرين كانوا موضوع مذكرة بحث، تخصصوا في السرقة واعتراض سبيل المارة، ولم يتطلب اعتقالهم وقتا طويلا فقد تم الاهتداء إليهم سريعا. وكان اعتقال تاجر المخدرات «م حمدوشي» سببا في اعتقال كل من «ق.س»، و«ن .ع» بمنطقة بتمنايت وهما في حالة سكر يقارعان كؤوس مسكر «ماء الحياة»، قبل أن يتأكد رجال الشرطة أنهم بصدد صيد ثمين، خصوصا أن رفيقي تاجر المخدرات كانا موضوع مذكرات بحث بسبب السرقات المتكررة للمنازل والمحلات التجارية والسيارات بأزيلال. وقد قضت المحكمة الابتدائية بثلاث سنوات حبسا نافذا في حق «ق.س»، و«ن .ع»، وهو من مواليد 1986 بأزيلال، متزوج وبدون مهنة، بعشرة أشهر حبسا نافذا بتهمة السرقات الموصوفة، حيث اتهما بسرقة المحلات التجارية والمنازل واستعمال مفاتيح مزورة. بعد جريمة الاتجار في المخدرات ومسكر الحياة، كان عقاب المتهم شديدا، دخل حمدوشي السجن وأدى غرامة مالية.