اجتمع أحمد ولد سويلم، السفير المغربي المعتمد في إسبانيا، صباح يوم أمس، بكل من وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، ترينيداد خيميث، ومع إيلينا فالينثيانو، سكرتيرة الحزب الاشتراكي، المكلفة بالشؤون الدولية والتعاون. وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية المغربية الإسبانية بعد مرور ثلاثة أسابيع على استقبال السفير المغربي من طرف العاهل الإسباني، خوان كارلوس، في حفل دبلوماسي بمناسبة تقديم أوراق اعتماده. ووفق مصادر إسبانية، فإن الاجتماع الذي ضم كلا من السفير المغربي ووزيرة الخارجية الإسبانية، تطرق إلى العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الجارين، كما أنه تمحور حول الأوضاع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فيما لم تنفِ مصادرنا أن يكون السفير المغربي قد تطرق، في اجتماعه مع خيمنيث، للأخبار الكاذبة والمزعومة التي لا تتوقف وسائل الإعلام الإسبانية، ومن بينها قناة التلفزة العمومية الإسبانية، عن نشرها ضد المغرب. وأضافت مصادرنا أن اجتماع السفير المغربي في مدريد مع كاتبة الحزب الاشتراكي المكلفة بالشؤون الخارجية، والذي انعقد في الساعة ال11 صباحا بالتوقيت المغربي، تمحور كذلك حول اللقاء المرتقَب الذي سيجريه الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم، يومي 14 و15 من الشهر الجاري، مع وفد يمثل قادة جبهة البوليساريو، يتزعمهم محمد ولد السالك، وزير خارجية «الجمهورية» المزعومة، وأحمد بوخاري، ممثل الجبهة لدى الأممالمتحدة، بالإضافة إلى الغالية الدجيمي. وأفادت مصادر إسبانية «المساء» أن التحركات الأخيرة لسفير المغرب في إسبانيا تأتي تتويجا للمساعي الدبلوماسية المغربية لنزاع الصحراء، وخصوصا بعد تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية بخصوص ملف نزاع الصحراء، والتي أكدت من خلالها وجود «بدائل أخرى لحل النزاع في الصحراء من غير الاستفتاء». مشددة في تصريحاتها لقناة «راديو كوبي»، الموالية للكنيسة الإسبانية، على ضرورة الوعي ب«صعوبة إجراء استفتاء» كوسيلة لحل هذا النزاع، كما هو الحال بالنسبة إلى نزاعات أخرى في شتى أنحاء العالم، وملحة على الجبهة لأن تعترف ب«الطبيعة المعقدة لإجراء هذه الاستشارة، لأنها غير قادرة على تقديم إحصاء للأشخاص الذين يمكنهم المشاركة فيها». ولم «ترق» تصريحات الوزيرة الإسبانية في الشؤون الخارجية قادة جبهة البوليساريو، والذين هددوا بعدم حضورهم اللقاء المرتقَب مع الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو. وفي نفس السياق، أصدر الكاتب الصحافي الإسباني تشيما خيل، صاحب وكالة «فيغا بريس» في مدينة مورسيا، مؤخرا، كتابا حول قضية الصحراء المغربية، بعنوان «بما تخفيه جبهة البوليساريو»، يفضح فيه النوايا الحقيقية لهذه الأخيرة وضلوعها في الأنشطة الإرهابية في المنطقة، مضيفا، في تعريفه بالكتاب، أنه يقدم بشكل واضح «حقيقة جبهة البوليساريو وحقيقة النزاع في الصحراء المغربية»، ومبرزا أن الهدف من إصداره هذا الكتاب هو أن يكون لدى الرأي العام «تصور واضح حول هذا النزاع»، من خلال تقديم «الدلائل الواضحة الملموسة والبراهين التاريخية التي توضح انتماء الصحراء إلى المغرب وتقديم سكانها الولاء دوما لسلاطينه عبر التاريخ».