سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعدما تنبأ بوبكر الجامعي بثورة دامية في المغرب على شاكلة تونس ومصر الأمير مولاي هشام يستمر في تغذية «نبوءة» الجامعي ويتحدث عن إمكانية انتقال العدوى إلى المغرب
أربعة وعشرين ساعة بعد تعميم وسائل أنباء رسمية إسبانية، وجرائد خاصة، لخبر زائف يدعي تحريك الجيش المغربي لوحداته من الجنوب إلى الشمال تحسبا لحدوث اضطرابات شبيهة بتلك التي وقعت في تونس ومصر، أعطى الأمير مولاي هشام حوارا ليومية «الباييس» الإسبانية قال فيه «من الممكن ألا يشكل المغرب استثناء»، في إشارة واضحة إلى إمكانية انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح المنطقة العربية إلى المغرب. ويعتبر هذا الاستجواب الثاني للأمير بعد استجواب أول أعطاه هذا الأخير للأسبوعية الفرنسية «لونوفيل أوبسيرفاتور» توقع فيه أن تنتقل عدوى الاحتجاجات إلى المغرب، نشر على نصف صفحة، فيما شغل النصف العلوي من الصفحة حوار مع بوبكر الجامعي تنبأ فيه بثورة دموية في المغرب. وبشكل خفي، وجه الأمير مولاي هشام انتقادا لاذعا لصناع القرار السياسي في المغرب، حينما اعتبر أن الوساطة الاجتماعية بين السلطة السياسية والقاعدة الشعبية فقدت الشرعية، وأن اللعبة السياسية في المغرب مغلقة. وأضاف أن ما يؤكد هذا الأمر هو المشاركة المتدنية في الانتخابات. وبعث الأمير مولاي هشام في حواره رسالة لا تخلو من لمسة تحريضية على النظام حينما قال: «على الرغم من أن أغلبية اللاعبين السياسيين يعترفون بالملكية، فإنهم غير مرتاحين لتمركز السلطة في الجهاز التنفيذي». ويبدو أن الاستقرار الذي يعيشه المغرب، في مقابل الأجواء الاجتماعية والسياسية المكهربة التي تعيشها كثير من دول المنطقة المغاربية والشرق أوسطية، دفع «المنجمين» في عالم السياسة والإعلام الإسباني والفرنسي إلى تبني قراءات في الطالع المغربي تذهب جميعها في اتجاه التنبؤ للمغرب بالأسوأ. وهي القراءات التي يروج لها بوبكر الجامعي وبقية حملة الأقلام الذين يشتغلون في خدمة الأمير مولاي هشام، على بلاطوهات البرامج الحوارية الفرنسية التي يهندس خطها التحريري صحافيون فرنسيون وجزائريون. المثير في هذه القراءات التبسيطية في كف المغرب، هو كونها تصدر دائما عن الأشخاص أنفسهم والجهات الإعلامية نفسها. وبالنسبة لهؤلاء «المنجمين» فإن الفرصة اليوم تعتبر ذهبية من أجل إدخال المغرب في دوامة عارمة من الاحتجاجات من أجل فرض الأجندة السياسية للأمير مولاي هشام والتي أفصح عنها في آخر حوار أجراه معه مدير «تيل كيل» السابق قبل رحيله إلى أمريكا، والذي عبر فيه عن رغبته الواضحة في لعب دور في التغيير السياسي على مستوى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط التي يوجد ضمنها المغرب.