شكك معتقلو تيار السلفية الجهادية في جدية المقترح الذي تقدم به أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، في لقاء عقده مع وفد من منتدى الكرامة لحقوق الإنسان في ال11 من يونيو المنصرم، يقضي بأن يحرر المعتقلون من هذا التيار من غير المتورطين في جرائم الدم والقتل إفادات كتابية يتبرؤون فيها من الإرهاب وتكفير المجتمع وأنهم تعرضوا إلى محاكمات ظالمة، مقابل أن يعمل المجلس على تفعيل آلية استفادتهم من العفو الملكي. وقال مصدر من معتقلي السلفية الجهادية إن مقترح حرزني يرمي إلى الالتفاف على ما عاناه المعتقلون من تعذيب ومضايقات، سواء أثناء التحقيق معهم في معتقلات سرية أو حتى بعد أن أودعوا المؤسسات السجنية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا المقترح هو اجتهاد شخصي من حرزني وليس قرارا صادرا عن المجلس، بدليل أن العديد من أعضاء المجلس لا علم لهم بالأمر. ويقول بعض معتقلي السلفية الجهادية إن جميع المتابعين، على خلفية أحداث 16 ماي، أكدوا أثناء محاكماتهم أنهم أبرياء من تهم الإرهاب المنسوبة إليهم وليس هناك معتقل واحد أعلن أمام القضاء أنه مع العنف والإرهاب أو تصنيف المجتمع المغربي ضمن خانة المجتمعات الكافرة، باستثناء مجموعات صغيرة من المعتقلين بينها خلية يوسف فكري، داعين إلى ضرورة إنصاف معتقلي هذا التيار، خاصة أن الملك محمد السادس سبق أن أقر بأن هذا الملف عرف بعض التجاوزات، كما أن العديد من الجمعيات الحقوقية أكدت في تقارير لها أن عدة معتقلين تعرضوا إلى محاكمات غير عادلة. وفي الوقت الذي يطالب فيه بعض معتقلي السلفية الجهادية بتفعيل مقترح حرزني الداعي إلى تفعيل آلية العفو، لأن الأهم بالنسبة إليهم هو الخروج من محنة السجن ولا يهم كيفية هذا الخروج، يرى معتقلون آخرون أن مغادرة السجن عبر بوابة العفو الملكي معناها أن هؤلاء المعتقلين يقرون بأنهم ارتكبوا أفعالا إرهابية، في حين أن حقيقة الأمر، حسب قولهم، هي أنهم أبرياء ولا علاقة لهم بما وقع في أحداث 16 ماي الإرهابية. ورفض أحمد حرزني، في اتصال مع «المساء»، التعليق على مآل هذا المقترح الرامي إلى تفعيل آلية العفو في ملف السلفية الجهادية، واكتفى بالقول: «يمكنكم الاتصال بالإخوة في منتدى الكرامة، فلديهم جميع تفاصيل هذا المقترح». وقال خليل الإدريسي، الكاتب العام للمنتدى، إن لقاء المنتدى بأحمد حرزني في ال11 من يوليوز المنصرم جاء في سياق الإضراب عن الطعام الذي خاضه معتقلو السلفية الجهادية في مختلف السجون، خاصة أن بعض المضربين عن الطعام تدهورت حالتهم الصحية بعد تجاوز الإضراب في بعض السجون 60 يوما، مؤكدا أن أحمد حرزني في هذا اللقاء أكد على أن هذا الإضراب مرتبط بالأوضاع الداخلية للمؤسسات السجنية ولا دخل للمجلس فيها، غير أنه اقترح في المقابل أن يحرر المعتقلون غير المتورطين في أعمال الدم من التيار السلفي إفادات كتابية ينبذون فيها العنف والإرهاب وأن المجلس سيعمل على تفعيل آلية استفادتهم من العفو. وقال الإدريسي إن حرزني أكد لهم أنه مقتنع بأن بعض المعتقلين من السلفية الجهادية أبرياء. وأوضح الإدريسي أن المنتدى حبذ مقترح حرزني، خاصة أنه جاء من هيئة حقوقية رسمية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المنتدى توصل حاليا بأكثر من 10 إفادات كتابية من معتقلي السلفية الجهادية وأنهم سيبعثون بها إلى إدارة المجلس بعد جردها وتصنيفها. أما عن العفو الملكي، فيقول الإدريسي إن معتقلي السلفية الجهادية ليسوا وحدة متجانسة، بل إن ما يوحدهم في كثير من الأحيان هو محنة السجن، ولهذا فالبعض منهم يريد أن يغادر السجن لأنه بريء مهما كانت الوسيلة.