أحالت عناصر المجموعة الثالثة للأبحاث، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة، صباح يوم الاثنين 17 يناير 2011، على استئنافية وجدة شخصين، بتهمة الاختطاف تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض والاحتجاز والاغتصاب مع استعمال العنف، فيما لازال المتورط الثالث في حالة فرار حيث حررت في شأنه مذكرة بحث. وتعود تفاصيل الوقائع بعد أن تقدمت سيدة إلى مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة من أجل تسجيل شكاية بخصوص الاغتصاب الذي تعرضت له من طرف شخص سبق لها أن تعرفت عليه ووعدها بالزواج، غير أنها عدلت عن ذلك بعدما بلغ إلى علمها أن سلوكه سيء وغير سوي، فقامت بإخباره بعدولها عن الزواج منه، الأمر الذي جعله يزبد ويرغي ويقسم بأن ينتقم لفحولته منها بتعنيفها بعد إشباع غريزته الحيوانية. رسم الجاني البالغ من العمر 41 سنة خطته الجهنمية رفقة شريكين له، الأول من مواليد 1978، متزوج وبدون أطفال، والثاني أكبرهم، يبلغ من العمر 45 سنة، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال. قرر الثلاثة، على طريقة الأفلام الهوليودية الأمريكية، اختطاف السيدة المعنية بالأمر (مطلقة وأم لطفل واحد) من وسط مدينة وجدة على متن سيارة من نوع رونو 25، حيث تم نقلها إلى منزل بدوار الجوادرة بطريق بوشطاط بضاحية مدينة وجدة حيث قام الفاعلون باحتجازها واغتصابها بالتناوب، رغم صراخها وبكائها وتوسلاتها، قبل أن يطلق سراحها مع تحذيرها من مغبّة تسجيل شكاية لدى المصالح المختصة. باشرت عناصر المجموعة الثالثة للأبحاث التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة تحرياتها وفتحت بحثا في النازلة وحبكت خطة محكمة للإيقاع بالجاني وشريكيه، وكان لا بدّ من استعمال الضحية طعما لضمان نجاح الخطة دون إثارة شكوك الفاعلين والكشف عن الكمين المنصوب لهم. كان على الضحية الاتصال هاتفيا بالمشتكى به والاعتذار إليه عما بدر منها من أجل إعطاء دفعة جديدة وقوية لعلاقاتهما الحميمية، والالتقاء من جديد من أجل إيجاد أرضية للتفاهم وبناء عش الزوجية. ابتلع الفاعل الرئيسي في العملية الطعم وضربا موعدا للقاء بمكان غير بعيد عن أسواق السلام بطريق بوشطاط المؤدية إلى الدوار مسرح عملية الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب. وضعت عناصر الشرطة القضائية مكان اللقاء تحت حراسة دقيقة وسرية تامة، وانتشرت العناصر بالمكان غير بعيد عن السيدة الضحية، واتخذت من بعض الزوايا مخابئ حتى لا تثير الشكوك، بعد أن تم نصب الكمين في انتظار سقوط الجاني، الذي كانت تقوده غريزته الجنسية وتتحكم فيه كحيوان باحث عن أنثى. كانت الساعة تشير إلى حوالي الرابعة بعد الزوال من يوم الجمعة 14 يناير الجاري، لمّا توقفت سيارة الجاني من نوع رونو 25 بالقرب من الضحية/الطعم، التي كانت ترتجف مخافة فشل الخطة والوقوع بين أنيابه كفريسة سهلة يمزق جسدها كما سبق له أن فعل بها في منزل بدوار الجوادرة دون رحمة ولا شفقة. نزل الجاني من سيارته بكلّ هدوء واطمئنان بعد أن ألقى نظرات على المكان والمحيط وتأكد له خلوه من أي شخص مثير للريبة والشكوك، خاصة من رجال الأمن، ثم بادرها بالتحية والسلام كما أنّ شيئا لم يكن، ودعاها إلى ركوب السيارة حتى يبحثا عن مكان آمن للتحدث والتفاهم، ولن يجدا مكانا أحسن من المنزل الذي سبق أن ولجته قبل ذلك وتعرفت على شريكيه. أشارت السيدة بالموافقة وأوهمته بأنها على استعداد للركوب، لكن بمجرد أن فتح لها باب السيارة وقبل أن تلجها، ومن حيث لا يدري، أحاطت به عناصر المجموعة الثالثة للأبحاث التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة، وحاصرته. وقبل أن يتفوه ببنت شفة، وجد نفسه مصفدا وسط سيارته بالمقعد الخلفي بين عنصري أمن. استوعب الوضع بسرعة وفهم أنه وقع في كمين لا مخرج منه قادته غريزته إليه، ولن يعود إلى البيت الذي كان هيأه لأفعاله الشنيعة. اقتيد الجاني إلى ولاية أمن وجدة لتعميق البحث معه، حيث تم الاهتداء إلى الشريك الثاني من خلال تصريحاته، فيما بقي الشريك الثالث في حالة فرار، وأحيل الظنين على العدالة بالمنسوب إليهما، فيما حررت مذكرة بحث في حقّ الفاعل الثالث.