أقدم شاب بمدينة بوخضرة المنجمية شمالي عاصمة الجزائرية، أمس، على إضرام النار في جسده بعد أن أحضر قارورة من البنزين من المحطة القريبة على متن دراجة نارية، بنفس الطريقة التي أحرق بها الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه. وأحرق هذا الشاب الجزائري جسده بعد أن تعرض لرد سلبي من رئيس البلدية الذي أجابه بعدم توفر مناصب الشغل، داعيا إياه إلى اتباع طريقة البوعزيزي في تونس. وحسب شهود عيان من أقارب الشاب بوطرفيف محسن، الذي يبلغ من العمر 27 سنة، متزوّج وأب لطفلين، ويحترف البناء في ورشات الخواص، فإن هذا الشاب التقى برفقة 22 شابا آخرين، يأملون في الحصول على مساكن أو محلات مهنية، برئيس المجلس البلدي أمام مقر البلدية صبيحة أمس، غير أن ممثل الشعب رد عليه بأنه لا يستطيع تشغيل أي شخص، وبادره الشاب: سأحرق نفسي إن لم أستفد من عقد عمل بالمنجم.. وبكل سخرية دعا رئيس البلدية هذا الشاب إلى حرق نفسه إذا كانت لديه شجاعة البوعزيزي التونسي. وما كان من هذا الشاب إلا أن أحضر البنزين وقام بإضرام النار في جسده. وبالرغم من تدخل المواطنين فإن الحروق وصفت بالخطيرة وصنفت من الدرجة الثالثة. ونقل هذا الشاب على جناح السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية الجامعية ابن رشد بعنابة وسط حالة من التذمّر والسخط. وتنقل والي الولاية على الفور إلى مقر البلدية والتقى بممثلي المجتمع المدني وأعيان المدينة وأتخذ عدة إجراءات لتهدئة الوضع في مقدمتها إقالة رئيس البلدية وإمكانية حل المجلس نهائيا، وأمر بفتح تحقيق إداري في ملابسات الحادثة، وكذا تكوين لجنة تنسيق لحصر انشغالات الشباب في ما يتعلق بالتشغيل. وتحدث شباب بوخضرة عن سوء تصرف رئيس البلدية وكل من يسير في فلكه من المسؤولين الذين لا يجيدون الاستماع والاتصال بالمواطنين، بالرغم من أنها مهمة في صميم واجبهم المهني، فيما لا يزال الشباب بالمنطقة يطالبون بضبط التشغيل في المنجم في مناصب أعوان الأمن وغيرها، والتي تتم في أغلب الحالات بمنطق «المعريفة»، على حد تعبيرهم. على صعيد آخر، طالب علي بلحاج، الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بتقديم استقالته من رئاسة الجمهورية. وقال بلحاج إن الذي حرك الأحداث إنما هو الواجهات الاقتصادية لجنرالات الانقلاب، حيث أصبحت البلاد تحت سيطرة حفنة من أرباب المال الذين يجدون دعما من بعض الجنرالات الذين أصبحوا هم السلطة الفعلية، واستغرب صمت رئيس الجمهورية وكأنه في استقالة سياسية غير معلنة. كما طالب بلحاج بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة وعدم استفزاز رجال الأمن للشّباب ليلاً، مطالبا رئيس الجمهورية بالخروج عن صمته أو تقديم الاستقالة. كما تحدّى وزير الدّاخلية للنّزول معه إلى حيّ باب الواد، موضّحاً أن من حقّ الشّعب الجزائري أن يحتجّ، شريطة أن يؤطّر حتّى لا تحدث تجاوزات من طرف جماعات مشبوهة قد تكون من ورائها أجهزة المخابرات.