في تصريح ل«المساء» وصف الأستاذ الجامعي الإسباني، برنابيه لوبيث غارسيا، قضية الصحراء بكونها مسمار جحا، الذي تركه الرئيس الجزائري الأسبق بومدين، في بيت المغرب. وكان الأكاديمي الإسباني المحاضر بجامعة مدريد المستقلة قد قدم بأحد الفنادق بمدينة العيون عرضا في موضوع «الصحراء والمغرب العربي» ضمن يوم دراسي نظمته جمعية منتدى البدائل ورابطة المدافعين عن حقوق الإنسان بالصحراء، والذي تم خلاله نقاش بين أساتذة محاضرين من الجارة الشمالية إسبانيا ومهتمين بالقضية الوطنية من أبناء الأقاليم الجنوبية. وفي نفس السياق، عاب الأستاذ المحاضر غارسيا على المغرب كونه لازال ينتهج سياسة الكرسي الفارغ بالمملكة الإسبانية، تاركا المجال مفتوحا على مصراعيه لدعاة الانفصال من أنصار البوليساريو، الذي يصولون ويجولون بالساحة الإسبانية بمفردهم. ونبه الجامعي ذاته، المتخصص في شؤون العالمين العربي والإسلامي، إلى خطورة عدم إشراك المجتمع المدني الصحراوي في التعريف بمقترح الحكم الذاتي لنظرائهم الإسبان والأوربيين. كما لفت الأكاديمي نفسه الانتباه إلى خطورة الوضع في المنطقة مع تزايد أنشطة الإرهاب المتزايد بالمنطقة التي وصفها ب«غير المستقرة». وفي موضوع ذي صلة، أضاف البشير الدخيل، رئيس جمعية منتدى البدائل الدولية، أن المقترح المغربي القاضي بإعطاء حكم ذاتي بمنطقة الصحراء هو الحل الأمثل لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه المساس بأمن المغرب ووحدة ترابه. وأشار الدخيل إلى ضرورة إشراك كل الصحرايين بدون استثناء في نقاش جاد ومسؤول من أجل إيجاد حل واقعي لا يقصى منه أي أحد. ومن جانبه، أعرب بابا ميارة، رئيس رابطة المدافعين عن حقوق الإنسان بالصحراء، عن استغرابه الشديد من سلوكيات هؤلاء الذين يستغلون حقوق الإنسان بالمنطقة لأغراض سياسوية ضيقة، بعيدة عن المفهوم الكوني لحقوق الإنسان. وأضاف ميارة أن تعبئة المجتمع الصحراوي وإيمانه بمقترح الحكم الذاتي كفيل بقطع الطريق على هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالحقوقيين.