سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شعباني: عمل رجال الأمن قد يؤثر على العلاقة العاطفية بين الزوجين الباحث الاجتماعي قال إن رجل الأمن يعرف مجموعة من الأسرار لا تريدها الدولة أن تنكشف للعموم
قد تستقبل طلبات زواج رجال الأمن بالرفض من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني، لكن الباحث الاجتماعي يعتبرها حالات نادرة، تدخل في باب الاحتراس واليقظة الأمنيين فقط، على اعتبار المكانة التي يحظى بها رجل الأمن واطلاعه على مجموعة من الأسرار التي لا تريدها الدولة أن تنكشف. في هذا الحوار يلقي الباحث الاجتماعي علي شعباني الضوء على آثار طبيعة عمل رجال الأمن على الحب والزواج في العمل ومدى تأثير حالات المنع على مردوديتهم في العمل. هل تعتقد أن طبيعة عمل رجال الأمن لها انعكاسات على حياة أسرهم؟ وإن كانت فما هي هذه الانعكاسات؟ - بطبيعة الحال، لكن قبل كل شيء رجل الأمن هو إنسان بالدرجة الأولى، لكن ظروف وطبيعة العمل تختلف عن مجموعة من المهن، حيث إن التزاماتهم المهنية كالغياب المتكرر ساعات طوال والعمل الكثير والمتواصل والتعرض في الغالب لمجموعة من الضغوطات تجعل رجال الأمن تحت أضواء المجتمع وفي واجهة الأحداث. يجب أن نؤكد بأن المجتمع المغربي بأسره، بطبيعة الحال، يقدر عمل رجل الأمن، رغم أن هذا التقدير قد يتراوح بين ما هو سلبي وما هو إيجابي، لكن طبيعة عمل رجال الشرطة تولد الكثير من الإكراهات التي تنعكس على حياتهم اليومية، وتتمثل هذه الإكراهات في تعاملاتهم اليومية العادية، سواء تعلق الأمر بمعاملاتهم مع عامة الناس أو حتى مع المقربين منهم من أفراد أسرهم. وأعتقد أنه من الطبيعي أن تؤثر طبيعة عملهم المختلفة والمتفردة نوعا ما على علاقتهم بشريك الحياة والأبناء، بل إن الأمر قد يتعدى ذلك ليصل إلى العلاقة العاطفية بين الزوجين التي تتأثر هي الأخرى سلبا بطبيعة عمل رجال الأمن التي تعرف الغياب المتكرر والمستمر عن المنزل. عندما يريد رجل الأمن الزواج يخضع لمسطرة خاصة. هل تعتقد أن المنع الذي تقابل به بعض طلبات الزواج التي يتقدم بها رجال الأمن إلى الإدارة قد تجبرهم على وضع صفات محددة لشريك الحياة المستقبلي؟ - الحقيقة أنها إجراءات سنتها إدارة الأمن ولا أدري السبب الحقيقي وراء سنها، لكن البحث والتدقيق لا يكون لهما تأثير كبير عليهم ، فرغم وجود هذه المسطرة التي تعتمد على التقصي والتحري قبل قبول طلب الزواج، فإن رجل الأمن هو من يختار في الحقيقة شريكة الحياة التي يرغب أن يرتبط بها مدى الحياة بالدرجة الأولى وليس الإدارة التي تتكلف بتعميق البحث حول الشخص الذي اختاره. إذ بعدما يختار رجل الأمن الشخص المناسب، حسب اعتقاده ليشاركه بقية حياته، يتقدم إلى إدارة الأمن الوطني بغية الحصول على رخصة لتقوم من جانبها بالبحث المطلوب، على اعتبار أن رجل الأمن له مكانة خاصة في المجتمع، فهو رجل دولة يطلع على مجموعة من الأسرار، تكون في بعض الأحيان خطيرة؛ الأمر الذي ترغب الدولة في أن يظل في مأمن من العلنية ولا ينكشف للعموم، لأنها تريد أن تعرف مع من سيرتبط رجلها ولا علاقة للأمر بالتأثير على العاطفة، بل أعتقد أنه نوع من الاحتراس واليقظة الأمنيين فقط. إذا لم يؤثر المنع ومسطرة الزواج المعقدة على طبيعة اختيار شريك الحياة بالنسبة لرجال الأمن، فهل يمكن أن يؤثر ذلك على مروديتهم؟ وهل يمكن أن نقول إن هذه المردودية تنقص بسبب آثار المنع السلبية؟ - لا أعتقد ذلك. وحسب ما يلاحظ لا تتعرض حالات طلبات الزواج في الغالب للمنع من طرف الإدارة، إلا فيما يخص الأطر العليا والشخصيات السامية للبلاد، حيث تكون الحيطة والحذر أمرا ضروريا. أما بخصوص الفئات المتواضعة أو الفئات الدنيا من رجال الأمن ، إن صح التعبير، فأعتقد من خلال تتبعي أن حالات الاعتراضات والمنع يمكن أن نقول إنها قليلة ونادرة في أعمها، وأضيف بأن حالات المنع تكون في بعض حالات طلبات الزواج، ولا علاقة لها بالعاطفة حسب اعتقادي المتواضع، وبالتالي فإن رجال الأمن نفسيا يكونون مهيئين لفكرة وجود اعتراض على زواجهم، ولا أعتقد أن الأمر تكون له انعكاسات كبيرة على مردوديتهم في العمل بطبيعة الحال. هل تعتقد أن مسطرة الزواج وما يمكن أن يرافقها من حالات للمنع قد تؤثر على الحب والزواج في حياة رجال الأمن؟ - لا أعتقد ذلك، الرفض يكون لأسباب يكون فيها الخير بطبيعة الحال لرجل الأمن، لأن تحريات إدارة الأمن قد تكشف له بأن الفتاة التي كان يرغب في الارتباط بها لها ارتباطات معينة، سياسية أو فكرية أو إيديولوجية، قد لا تكون في أحيان كثيرة في صالح سير الحياة الزوجية العادية. فلنفترض مثلا بأن الشاب تزوج بامرأة، لكن بعد سنوات من الزواج سيكتشف وجود معلومات عن زوجته قد تزعجه وتقض حياته الزوجية، وبالتالي أعتقد أن المنع والتخلي عن الزواج يكون فيه خير له عملا بالآية الكريمة « وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم».