تظهر هذه الصورة المرفقة بهذا المقال الوضع المخجل لرواق المغرب في معرض الشارقة الدولي للكتاب رغم أن هذا المعرض هو أحد أهم اللقاءات الثقافية في العالم العربي، ذلك أنه أصبح موعدا لأغلب صناع الكتب والمنشورات العربية من كتاب، وباحثين وناشرين وجمهور القراء وكبار الكتاب والأدباء من مختلف الجنسيات. كما تشارك في هذا المعرض كل الدول العربية إلى جانب دول أخرى، بجناح رسمي للوزارة أو الهيئة المشرفة على الثقافة والكتب في كل دولة، إضافة إلى دور النشر الخاصة التي تعرض وتبيع مباشرة للجمهور وأصحاب دور التوزيع والمكتبات، مما أعطى لهذا المعرض مكانة مرموقة في سوق الكتاب بالوطن العربي جعله ينافس معرض القاهرة الدولي للكتاب. لكن هذه الصورة، التي تسوقها وزارة الثقافة المغربية، التي يديرها الاتحادي والمثقف بنسالم احميش، عن الثقافة في المغرب من خلال هذه الأجواء البئيسة داخل الرواق المغربي، هي صورة صادمة ومسيئة لسمعة المغرب ورموزه الثقافية والفكرية، غير أن الذي أنقذ سمعة الثقافة في المغرب هو مشاركة المركز الثقافي العربي برواق يليق بتاريخ والمكانة الثقافية التي يحظي بها المغرب وسط الدول العربية. ويبدو أن للثقافة في المغرب حظا عاثرا مع الوزراء المثقفين وخصوصا من أهل اليسار السياسي. وهكذا تفتقت عبقرية المسؤولين بوزارة الثقافة المغربية هذه السنة في دورة 2010 على نوع جديد من المشاركة، يحاولون من خلاله استغفال عقول المثقفين والمهتمين بالإصدارات المغربية، وهكذا تم الإعلان عن مشاركة الوزارة بالمعرض المذكور، وتضمنت النشرات الدعائية للمعرض إعلانا عن مشاركة وزارة الثقافة المغربية بجناح خاص إلى جانب جناح آخر لإحدى دور النشر العربية المتواجدة بالمغرب. ولكن عند الزيارة يكتشف الجميع أن هذه المشاركة تتجلى فقط في رفع يافطة الوزارة المذكورة إلى جانب يافطة دار النشر الخاصة، وأن الوزارة لم تكلف نفسها عناء إرسال أي ممثل عنها، أو أية نشرات تعريفية بالكتب والإصدارات المغربية.