دعت الخارجية الفرنسية وعدة منظمات حقوقية أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الإفراج عن أحد المدوّنين الناشطين على موقع «فيسبوك» وليد حساين، الذي كان قد اعتقل قبل أسابيع بتهمة ازدراء الأديان، بعد أن نشر تعليقات تسخر من الديانات عامة، والإسلام على وجه الخصوص، وصولاً إلى تأسيس صفحة على «فيسبوك» ادعى فيها «الألوهية». وقال بيان صادر عن الوزارة الفرنسية إن حساين كان يمارس ما وصفته ب«حرية التعبير على مواقع إلكترونية خاصة بالملحدين». ويتوجب على السلطة الفلسطينية إطلاق سراحه. وأكد البيان على أن باريس معنية بحماية الحريات العامة وحقوق الإنسان، وعلى رأسها حرية التعبير التي قد تعترضها تهم مثل ازدراء الأديان. و أشار بيان الوزارة إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يكفل حرية المعتقد للناس، وحق اعتناق الآراء التي يرغبون بها دون تدخل. إلى ذلك، طالبت منظمتا «هيومن رايتس ووتش» و«مراسلون بلا حدود» بالإفراج عن مدعي الالوهية، المعروف على شبكة الإنترنت باسم وليد الحسيني، الذي لا يزال محتجزا لدى الأجهزة الأمنية، التي أكدت بدورها على استحالة إطلاق سراحه لضمان أمنه وخشية تعرضه للقتل على أيدي أفراد أسرته. وقالت منظمة حقوق الإنسان إن التعبير عن آراء غير شعبية أو إهانة المسلمين لا تشكل سبباً للاحتجاز التعسفي، ودعت إلى توفير الحماية لحساين بدلا من تقييد حريته في التعبير. وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت حساين البالغ من العمر ستة وعشرين من منزله في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية نظرا للإساءات التي وجهها إلى الإسلام والأديان السماوية عبر صفحاته على الإنترنت. و تم الاعتقال بعد أن تم ضبط المتهم في حالة تلبس أثناء استخدامه الإنترنت. وأوردت تقارير إخبارية عن الموقع الرسمي لحركة فتح أن المدعو «و.ح» محجوز لدى جهاز المخابرات العامة الفلسطينية. وأكدت بعض المصادر أن حساين يعد أحد أهم الناشطين الملحدين على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وصاحب مدونة «نور العقل» و «صفحة الله» التي يدعي فيها الألوهية. وأثارت أفكار الشاب وليد غضب الآلاف من مرتادي الشبكة العنكبوتية من خلال جرأته اللامتناهية على الأديان السماوية، وتطاوله على الأنبياء، بل ادعائه بأنه الله وأنه غاضب من عباده، وقيامه بكتابة آيات قرآنية بعد تحريفه لها وإعادة نشر رسوم مسيئة للنبي (ص) كانت صحف أجنبية قد نشرتها في السابق، مما أثار موجة من السخط، وتصدى له الآلاف بإنشاء صفحات معارضة لأفكاره، مما أجبر الشركة المسؤولة عن موقع «فيسبوك» على إلغاء صفحته، ليعود من جديد من خلال مدونته التي أطلق عليها «نور العقل»، التي حاول من خلالها نشر أفكاره الإلحادية، كما أقدم على إنشاء صفحتين أخريين تحت عنوان «الله حي لم يمت» و «مؤمنون بالله الجديد» لتبدأ حملات الاستنكار والتنديد الإلكترونية التي استمرت إلى حين القبض عليه.