في خطوة تصعيدية، دخل متعاقدو التكوين المهني أول أمس الأربعاء، في اعتصام إنذاري أمام مقر الإدارة العامة في البيضاء، يستمر طيلة ثلاثة أيام، احتجاجا على ما وصفه المكونون بالخروقات التي طالت عقود العمل التي تربط المكونين بإدارة التكوين المهني وللمطالبة بصرف أجورهم المجمدة منذ أربعة أشهر. وأكد الحضري عزوز، الكاتب الوطني للمكونين المتعاقدين لمكتب التكوين المهني، أن من بين الاختلالات التي شابت العقود الموقعة، نزوع الإدارة إلى تغيير مضمونها، بتغيير قيمة الأجور المتفق عليها، وتمديد ساعات العمل المتفق عليها من 30 إلى 36 ساعة. كما أن إدارة التكوين المهني، يضيف الحضري، تحرمهم من حقهم في الحصول على شهادة العمل وكذا على ورقة الأداء، زيادة على كونها لا تؤدي مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وغيرها من الاختلالات التي يقول المصدر نفسه إنها أدت إلى تأزيم الوضعية النفسية والمادية للمكونين المتعاقدين رفقة ولأسرهم، وخاصة منها تلك المتعلقة بإرغام المرأة المكونة على استئناف العمل بعد أسبوع من الولادة. واستنكر عزوز ما يتعرض له بعض المكونين المتعاقدين من ممارسات تحط من كرامتهم، إذ يتم إجبارهم على القيام بعمليات التنظيف ويكلفون بالحراسة الليلية، تحت طائلة التهديد بالطرد، في حالة الرفض... وصرح المصدر سالف الذكر بأن هذا الاعتصام الإنذاري سيعقبه اعتصام مفتوح، ابتداء من الاثنين القادم، في حال استمرار الإدارة العامة في تجاهلها مطلب الحوار الذي تقدمت به لجنة التنسيق الوطنية لمتعاقدي التكوين المهني. وندد المكونون بالقرارات «التعسفية» التي أصدرتها الإدارة في حق المكونين المتعاقدين، والتي تم بموجبها «طرد» مكونين مؤقتين بعد تشغليهم لأكثر من سنة كاملة، بدون ضمان أدنى حق لهم، كما تفرض ذلك قوانين الوظيفة العمومية. ويأتي هذا الاعتصام بعد سلسلة من الاحتجاجات والوقفات الجهوية التي خاضها المكونون المتعاقدون، المضربون عن العمل في عدد من جهات المملكة (الرباط، مكناس، سيدي قاسم، شفشاون...) والتي أُتبعت بالوقفة الوطنية التي تم تنظيمها أمام مقر الوزارة الأولى في ال10 من دجنبر الجاري، والتي لم تسفر عن أي جديد يذكر. وندد رضوان العقدي، أحد المعتصمين، بما وصفه بالاستغلال والميز المهني الذي يطال هذه الفئة منذ سنوات، خاصة أن بينهم من قضى أزيد من 14 سنة في العمل في مؤسسة التكوين المهني، وأكد ل»المساء» أن ساعات عملهم تفوق ساعات العمل القانونية، إذ تصل لدى بعض المتعاقدين إلى أزيد من 40 ساعة، مقابل الأجر الزهيد الذي يتقاضونه، مقارنة مع أجور زملائهم من مستخدَمي التكوين المهني. وفي سياق متصل، استنكر خالد العمارتي، مكون متعاقد في شفشاون، ما اعتبره «تجاوزات خطيرة» يعاني منها المكونون المتعاقدون في مدينة شفشاون، كما انتقد النقص الحاد في وسائل العمل الديداكتيكية والخصاص الكبير في عدد المكونين.