أعلن سكان تجزئة «دار السعادة» في مقاطعة جليز في مدينة مراكش استنفارهم للدفاع عن إنجاز المرافق الاجتماعية والرياضية في التجزئة التي يقطنون بها. وقد احتجت، صباح يوم الأحد الماضي، وسط التجزئة العشرات من الأسر القاطنة بالتجزئة على شروع الشركة المكلفة بمشروع «فضاءات السعادة» في بناء عمارة سكنية، بعد حصولها في شهر يوليوز على رخصة استثنائية من ولاية مراكش، وهي الرخص التي عادت لتظهر من جديد في فترة محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، بعدما توقفت نهائيا مند سنوات قليلة. وقد رفع المحتجون شعارات تندد بمحاولة فرض واقع جديد عليهم يخالف ما تضمنه التصميم العمراني للتجزئة عند اقتنائهم الشقق، وردد المحتجون شعارات من قبيل «الفضاءات ها هي.. المرافق فينا هي؟»، و»الفضاءات ها هي.. والسعادة فينا هي؟». أما الأطفال الصغار، الذين جاوز عددهم العشرين ورافقوا أسرهم في احتجاجهم، فقد هتفوا في وجه السلطات الأمنية ورئيسة مقاطعة جليز بشعار «بغينا التيران.. ما بغينا مشاكل الجيران».. بينما اختارت زكية المريني، رئيسة المقاطعة الحديث مع رجال القوات المساعدة بدل التوجه صوب المحتجين لفتح حوار معهم في الموضوع. واستغرب مصدر من السكان تحدث ل»المساء» عن اكتفاء رئيسة مقاطعة جليز ب»التفرج» على الوقفة الاحتجاجية ووقوفها إلى جانب السلطات الأمنية في الجهة المقابلة لمكان الوقفة، بدل فتح حوار مع المحتجين، باعتبارها رئيسة المجلس الذي يمثلهم، وتوصلها بعدد من مراسلاتهم يطلبون فيها التدخل لدى شركة «فضاءات السعادة» لبناء المرافق الاجتماعية والرياضية والإدارية التي التزمت بها في التصميم العمراني الأول للتجزئة. ويتضمن التصميم العمراني لتجزئة «دار السعادة»، الواقعة بالملحقة الإدارية «الازدهار» في مقاطعة جليز، مكانا خاصا لاحتضان مجموعة من المرافق الإدارية والرياضية والترفيهية، حيث من المفروض أن يضم تصميم التجزئة 14 في «دار السعادة» ملعبا لكرة القدم وآخر لكرة السلة وحديقة للأطفال ومركزا للشرطة، لكن هذه التجزئة اليوم، كما تفيد مصادر «المساء»، تحولت بعد رخصة الوالي «الاستثنائية» لصاحب الشركة إلى مشروع سكني تستعد شركة «فضاءات السعادة» لتشيد فيه 500 شقة. ورغم المراسلات الكثيرة في بداية مارس المنصرم، التي وجهتها عدد من الجمعيات السكنية الممثلة للسكان وحصلت «المساء» على نسخ منها إلى كل من محمد مهيدية، والي الجهة، وفاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، وزكية المريني، رئيس مقاطعة جليز، وأيضا إلى مدير الوكالة الحضرية في مدينة مراكش، فإن سلطات المدينة الحمراء تضرب صمتا مطبقا على الموضوع، بل إن الفترة الأخيرة تقوت فيها أخبار مفادها إقدام الشركة على الشروع في العمل لبناء 500 شقة، بعد حصولها على رخصة استثنائية من الوالي في شهر يوليوز الماضي. وأوضح ممثلو السكان أنهم يعتزمون الاعتصام رفقة أبنائهم أمام مقر ولاية مراكش تانسيفت الحوز، إلى حين سحب الولاية هذا الترخيص الاستثنائي والعمل على بناء المرافق المتضمنة في التصميم العمراني للتجزئة.