«البراهمة تْغرقْ والمسؤول كيسرقْ... فلوسنا فين مشاتْ في الويسكي والحفلاتْ... فالانتخابات بغيتونا وفي المحنة نسيتونا... الفيلا والبرّاكة والبرلمان والهرماكة... مبادرة وهمية لا سكن لا تنمية»... كانت هذه بعض الشعارات التي رددها حقوقيون وممثلو دور الصفيح في عمالة المحمدية، خلال وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الستة من أبناء دوار «البراهمة شرقاوة»، الذين خرجوا رفقة باقي السكان ضحايا الفيضانات في مسيرة حاشدة للمطالبة بالسكن اللائق والتعويض عن خسائرهم. وقد شارك في الوقفة التي بدأت في حدود السادسة مساء أمام واجهة مقر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في المحمدية، الجهة المشرفة، العشرات من ضحايا الفيضانات الأخيرة في «الشانطي الجديد» و»شانطي الجموع» وحيي المسيرة ورياض السلام ودوار الحاج بوعزة في بلدية المحمدية، ودوار« البراهمة شرقاوة» في جماعة بني يخلف، إلى جانب أسر المعتقلين الستة الذين ينتظرون داخل سجن عكاشة موعد التحقيق معهم من طرف الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء بخصوص التهم الموجهة إليهم. وقد طالب المحتجون بالإفراج الفوري عن المعتقلين الستة الذين حدد لهم يوم 25 يناير من سنة 2011 لانطلاق التحقيق معهم، مما يعني أنهم سيقضون حوالي شهرين وراء القضبان بعيدا عن أسرهم، باعتبار أن أربعة منهم أرباب أسر فقيرة لا موارد مالية لها باستثناء ما يتدبروه المعتقلون يوميا. وقد تضاربت الآراء حول طريقة اعتقالهم، فبينما تشير الجهات الأمنية إلى أن المعتقلين متابعون بتهمة «وضع شيء في الطريق العام يعوق مرور الحافلات وبغرض تعطيل المرور ومضايقته»، بعد أن عمد المعتقلون، حسب مصدر أمني إلى وضع أعمدة وسط الطريق السيار وإغلاقها في وجه المرور، يشير السكان الذين شاركوا في المسيرة إلى أن المعتقلين تم استدعاؤهم فرادى، بدعوى استقبالهم من طرف عامل عمالة المحمدية والاستماع إلى مشاكلهم ومطالبهم، بصفتهم ممثلين لباقي سكان دوار «البراهمة شرقاوة»، وأنه بعد استدراجهم تم اعتقالهم. وقد أكد براءتهم وأنهم لم يقوموا بأي أعمال تخريبية باستثناء مطالبتهم بالحق في السكن اللائق والتعويض عما لحقهم من أضرار جسيمة ناتجة عن الفيضانات الأخيرة. كما شاركت في الوقفة الاحتجاجية ثلاث أسر من دوار الحاج بوعزة، تعرض فردان منها للاعتقال زوال الجمعة المنصرم، بعد أن اتهما بالعصيان وعدم تمكين القوات العمومية من تنفيذ أمر قضائي قاض بإفراغ تلك الأسر من منازلها الصفيحية وهدمها، وهي أسر أكد بعض أفرادها أنهم يعيشون داخل تلك المنازل منذ عقود وأنه تم إحصاؤهم من أجل الحصول على سكن لائق، لكن تم التلاعب في وثائقهم، ولم يستفيدوا من أي سكن أو تعويض وأصبحوا عرضة للتشرد والضياع، بعد أن حصل صاحب الأرض على أمر قضائي بإفراغهم، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين وهم موسى ومباركة الصفري اللذان لم يطالبا سوى بحق الأسر في العيش الكريم. كما شارك في الوقفة سكان تعاونية فلاحية «الحسنية 2» في دوار بني مغيث في منطقة بني يخلف، والذين يتعرضون للاعتقال والسجن منذ سنوات، وأكد المتضررون في تصريحات متفرقة ل«المساء» أنهم يشكلون ست أسر تتكون من 24 فردا مضطهدين منذ سنوات ومهددين بالإفراغ، ولم تبادر أي جهة إلى تعويضهم أو دعمهم من أجل الحصول على ملاذ بديل يقي أطفالهم ونساءهم من قسوة الطبيعة.