تعقد، يوم الخميس المقبل في ضواحي نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، جولة جديدة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو حول نزاع الصحراء، برعاية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس. وفي نفس الوقت، صادقت الأمانة العامة للأمم المتحدة على قرار يدعم خيار المفاوضات حول الصحراء، ويدعو الأطراف المعنية إلى التعاون الكامل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي وفي ما بينها بهدف التوصل إلى حل سياسي مقبول للنزاع الإقليمي. ولم يفت القرار الأممي أن يشير إلى» الجهود المبذولة والتطورات الحاصلة منذ عام 2006»، وهو تاريخ تقديم المغرب لمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، الأمر الذي يعني أن المقترح المغربي ما زال الأرضية المناسبة لأي حل سياسي مقبول للطرفين، بعيدا عن المزايدات. المفاوضات لم تغير عنوانها، لأن الموضوع دائما هو نزاع الصحراء الذي طال كثيرا، لكن الظروف مختلفة تماما. فالمغرب يحضر هذه المفاوضات ولديه معطيات جديدة لم تكن موجودة من قبل، وهو يشارك فيها بعد مرحلة عصيبة خضع فيها لمختلف أنواع الابتزاز من خلال أحداث العيون، كشفت جميعها أن هناك مناورات لنسف آلية المفاوضات المباشرة والعودة إلى نقطة الصفر، أي إسقاط الحل السياسي، الذي بات الخيار الوحيد أمام الأممالمتحدة، من أساسه، وهي نقطة جوهرية في صالح المغرب إذا أحسن استثمارها والدفاع عنها وإبرازها.