رغم النقاشات الحادة التي عرفها المنتدى الاجتماعي المغاربي الأول، طيلة أيام اشتغاله نهاية الأسبوع الماضي بجامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة، في علاقة بالجغرافيا المغاربية حول موضوع الصحراء، فقد «استطاعت الوفود المشاركة، من تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، والصحراء الغربية، الخروج بمشروع ميثاق مغرب الشعوب» حسب تصريحات اللجنة التنظيمية، وقد أكد الميثاق الجديد، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، أن «إنجاز مغرب الشعوب في زمن العولمة وبناء المجموعات الجهوية ليس فقط مسألة ملحة بل هي أيضا رهان وتحدي يفرض نفسه بقوة». ولوحظ في ورقة مشروع الميثاق أن المنظمين «التفوا بكل ما أوتوا من كلمات على مشكل الصحراء الغربية»، كما صرح أحد المشاركين من المساندين «لتقرير مصير الصحراويين» الذي اعتبر في نهاية أشغال المنتدى أن «الوفود الصحراوية غير راضية عما كتب في مشروع الميثاق وأن المناضلين قد كشفوا عن تحيزهم للأطروحات المغربية»، وقد اكتفى المسؤولون عن صياغة «ميثاق مغرب الشعوب» بالحديث عن أن «فشل دول المنطقة في تحقيق الوحدة المغاربية والصراعات الجهوية يضعنا أمام واجب البحث عن بدائل لخلق فضاء مغاربي للسلام والازدهار والديمقراطية وسيادة الشعوب». وذكر الميثاق أيضا، باسم المشاركين والمشاركات، أن «هؤلاء يلتزمون بالمساهمة في صياغة البدائل عبر النقاش (...) في مواجهة منطق الإقصاء ومنطق الاعتبارات الأمنية للحاكمين»، وجاء في الميثاق أيضا، في خانة «مجال النضال والالتقاء» بين المشاركين المغاربيين، المطالبة ب»فتح الحدود وحق الأشخاص في حرية التنقل داخل الفضاء المغاربي»، وهو ما علق عليه أحد الحقوقيين الصحراويين قائلا: «ينبغي أن نتفق على هذه الحدود أولا وفي النهاية هذه الورقة هي مجرد مشروع وما زلنا سندلي بدلونا في هذه الأشياء»، ويختم الميثاق في نهاية فصوله بالتأكيد على ضرورة «الاندماج الاقتصادي للمنطقة والتقسيم العادل للثروات المنتجة، واحترام حقوق المهاجرين واللاجئين إلى المنطقة المغاربية، والسلام والأمن الجماعي ومناهضة عسكرة المنطقة والعالم». من جهة أخرى، تحولت الجلسة الختامية للمنتدى الاجتماعي المغاربي الأول المناهض للعولمة، التي نظمت ظهر أول أمس الأحد بكلية الحقوق التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، إلى ما يشبه تجمعا رهيبا من الحزن على الطلبة المعتقلين حاليا بسجن بولمهارز بمراكش على خلفية الأحداث التي عرفتها جامعة القاضي عياض بالمدينة الحمراء، بعد إعطاء الكلمة لممثلة عن عائلات الطلبة المعتقلين، التي كشفت عن معطيات جديدة مما «تعرض له الطلبة من تعذيب» أثناء التحقيق معهم بكوميسارية جامع لفنا قبل إحالتهم على النيابة العامة، ولم تترد في القول إن «أبناءنا اختطفوا ولم يتم اعتقالهم لأننا أمضينا أكثر من خمسة أيام نبحث عنهم في مختلف سجون المملكة وبكل كوميساريات مراكش ولم نعثر لهم على أثر». وسردت أخت أحد المعتقلين ما وصفته ب«طرق التعذيب» التي تعرض لها الطلبة طيلة الخمسة أيام التي قضوها بكوميسارية جامع لفنا وقالت بصوت أقرب إلى النحاب: «لقد عذبوا أبناءنا بالشيفون وكشفوا عوراتهم وأجلسوهم على القرعة»، وقد ارتفعت أصوات المشاركين المغاربيين بالتنديد بعد سرد ممثلة عائلات معتقلي مراكش تفاصيل ما تعرضت له الطالبة زهرة بودكور من أشكال التعذيب الجسدي وقالت: «لقد جرد رجال الأمن زهرة من كل ملابسها أمام رفاقها المعتقلين لإحراجهم ولتحسيسهم بالذنب، كما قاموا بوخز ثديها بقضيب حديدي أمام زملائها لكنها مازالت قوية وصامدة إلى اليوم»، في تلك الأثناء وقف كل الحاضرين وارتفع صوت الفنان فتاح، مغني مجموعة النورس، منشدا «منتصب القامة أمشي». في نفس الصدد علمت «المساء» أن الطلبة المعتقلين بسجن بولمهارز بمراكش قرروا يوم السبت الماضي «تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام مؤقتا وذلك يوم السبت على الساعة السادسة مساء، تماشيا مع الخطوات النضالية التي أقدمت عليها عائلاتنا وهيئة التضامن الوطني واللجان المحلية للتضامن»، كما ذكر بلاغ الطلبة الذي تم نشره أمس على المدونة الإلكترونية الخاصة ب»لجنة التضامن مع الطلبة»، كما طالب المعتقلون مجددا في بلاغهم الأخير ب»تجميعنا وعزلنا عن معتقلي الحق العام، الحق في الزيارة المباشرة لعائلاتنا ورفاقنا وكل من يرغب في زيارتنا، تمكيننا من الخزانة صباحا ومساء، تمديد الفسحة، تحسين وضعيتنا من خلال تحسين الوجبات والتطبيب والحق في الإعلام، تمكيننا من التسجيل بالسلك الثالث».