جدد المئات من نساء ورجال جماعة تيلوكيت في إقليم أزيلال احتجاجاتهم ضد التهميش والإهمال، بدخولهم في اعتصام جديد أمام مقر القيادة، الخميس الماضي مدفوعين بحالة من الجوع والبؤس الذي يكابدونه، على الرغم من موجة البرد التي تجتاح هذه المنطقة الجبلية المعزولة. ويأتي هذا الاعتصام بعد سلسلة من الوقفات والمسيرات التي خاضها سكان الجماعة من أجل تنفيذ مطالبهم الاجتماعية المشروعة، التي حصلوا بموجبها على وعود بتنفيذها من قِبل سلطات ولاية جهة تادلة أزيلال، دون أن يتحقق ذلك. وكان حوالي 600 شخص من سكان تيلوكيت قد نقلوا، يوم الخامس والعشرين من نونبر الماضي، احتجاجهم ضد التهميش إلى مدينة بني ملال، بعد «التجاهل» الذي قوبلت به مطالبهم الاجتماعية المشروعة، وبعد ما أسموه «الاستفزازات» التي تعرض لها اعتصامهم الأول، الذي دخلوا فيه بعد المسيرة التي قاموا بها مشيا على الأقدام، إلى دائرة واويزغت التي تبعد عنهم بأربعين كيلومترا، يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من نونبر الماضي. ونظم سكان تيلوكيت، بعد مسيرتهم الأولى، مسيرة ثانية إلى مدينة بني ملال، التي حلوا أمام مقر ولايتها بعد مسيرة ليلة كاملة وسط أدغال تيزي نآيت اعْمير وجبل إغنين قبل وصولهم إلى مقر الولاية ببني ملال. وطوقت أجهزة السلطة بمختلف فئاتها المحتجين، الذين تجمهروا أمام مقر الولاية، وسارعت إلى إقناعهم بالعودة إلى بلدتهم بعد أن طمأنتهم بأنه ستتم الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية في القريب العاجل. ومن بين تلك المطالب، تقديم معونات ودعم عيني عاجل للتخفيف من وطأة الجوع المتفشي وسط أسرهم، خاصة وأن بلدتهم تقع في منطقة جبلية معزولة، وتعاني من قسوة البرودة والصقيع. وكذا رفض تفويت واحتكار الخشب الذي يستعمل للطهي والتدفئة والذي تقذفه مجاري الأنهار على ضفافها، مع ضرورة الإبقاء عليه مشاعا بين السكان. وتنضاف إلى هذه المطالب مطالب أخرى تتمثل في تأهيل المستوصف المحلي، الذي يقول السكان إنه دائم الإغلاق، وتجهيزه بأجهزة الفحص وتوفير طاقم طبي وتمريضي مداوم، زيادة على طلب تعميم شبكة الكهرباء على الدواوير المحرومة منه، وهي آيت زروالت، آيت يدير، آيت أمغار، آيت علي ويوسف، آيت علي أوعبد الله، وغيرها. ثم الإعفاء من رسوم تصاميم البناء التي تشكل عائقا أمام السكان لدى رغبتهم في بناء أو ترميم بيوتهم، بالإضافة إلى وضع حد لما وصفه السكان ب«الشطط» الذي يشنه أحد المسؤولين بجماعة تيلكيت ضدهم بمعية أحد مساعديه وأحد أعوان السلطة. كما شدد السكان على ضرورة وضع حد للتدهور الخطير الذي يعرفه قطاع التعليم بالمنطقة من حيث البنيات التحتية أو من حيث الخصاص الحاد في المدرسين، إذ يقوم أستاذ واحد بتدريس ستة مستويات بضمها في فصل واحد ولأربع ساعات يوميا فقط، وهي الحالة التي تعم عدة مدارس كمدرسة آيت تازروالت، وإمزراي بآيت احسين.