كشف مصدر مطلع أن مواطنا إماراتيا يحتجز، منذ 3 أشهر، خمس فتيات مغربيات بمرقص ليلي ب«رأس الخيمة» في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما تمكنت إحداهن من «الهرب» إلى المغرب بعد أن «اشترت» حريتها بمبلغ مالي محدد في مليوني سنتيم أعطته ل«زوجة» الإماراتي، ذات الجنسية المغربية، والمسيِّرة الفعلية للمرقص. وذكر مصدرنا أن المواطن الإماراتي قام، رفقة «زوجته»، بمصادرة جوازات السفر وكل الوثائق الشخصية للمغربيات الخمس مباشرة بعد وصولهن إلى إمارة رأس الخيمة قصد «العمل» كراقصات بهذا المرقص الذي يحمل اسم «نادي الملوك الليلي» والموجود في سطح فندق يسمى «كابيتال». وتتحدر هؤلاء الفتيات الخمس، حسب مصدرنا، من الدارالبيضاء، بينهن ثلاث يقطن بأحياء شعبية في درب السلطان، واثنتان منهن مطلقتان ولهما أطفال. وذكر مصدرنا كيف أن مسيرة الفندق، التي تتحرك باسم مستعار (ملاك) وتتحدر من حي التشارك بالدارالبيضاء، جمعت هؤلاء الفتيات الخمس في غرفة واحدة بأسِرَّة بعضها فوق بعض بالطابق السادس في وضع يشبه إلى حد بعيد أوضاع السجناء، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنهن يقضين النهار كله في هذه الغرفة وممنوعة عليهن مغادرتها أو النظر عبر نوافذها إلا بعد أن يحين وقت العمل بالمرقص الذي يبدأ من الساعة ال11 ليلا لينتهي في حدود الساعة الرابعة صباحا. أكثر من هذا، فحتى عندما يسمح لهن بالخروج مرة في آخر الشهر لإرسال قسط المال إلى عائلاتهن بالدارالبيضاء، فإن مسيرة الفندق، يقول مصدرنا، تنتدب حراسا شخصيين لمرافقتهن من أجل القيام بهذه المهمة لتفادي هربهن. لكن المثير في هذا كله، حسب مصدرنا، هو أن السفارة المغربية على علم بمحنة هؤلاء الفتيات المغربيات، لكنها لم تكلف نفسها عناء الاتصال بصاحب المرقص للإفراج عن هؤلاء الفتيات اللواتي يسوقن صورة سيئة عن المغرب، فيما تساءلت مصادر أخرى عن سبب عدم تفعيل المسطرة القضائية ضد مسيرة الفندق التي تتردد على الدارالبيضاء عبر مطار محمد الخامس بين الفينة والأخرى لاقتناص الفتيات المغربيات وتسفيرهن إلى الإمارات العربية ل«الاشتغال» في المراقص الليلية، فيما لم تستبعد مصادر أخرى وجود أسماء نافذة مورطة بدورها في هذه القضية. وتتقاضى هؤلاء الفتيات 6 آلاف درهم شهريا، تخصم منها مسيرة الفندق مصاريف الأكل وفساتين الرقص ولوازم التزيين في صالون الحلاقة، وهو ما يعني، حسب المصدر نفسه، أن مسيرة المرقص تستولي على قرابة ثلثي الأجرة لتحصل «الراقصة»، في نهاية المطاف، على مبلغ مالي قد لا يتعدى ألفي درهم. وفي اتصال بصاحب الفندق، قال هذا الأخير ل«المساء» «إن هؤلاء الفتيات المغربيات غير محتجزات، بل هن مرتاحات، كما أنه لا أحد أرغمهن على المجيء إلى الإمارات للاشتغال هنا»، مشيرا إلى أن «المرقص يشتغل وفق القانون المعمول به في البلاد». وفي الوقت الذي تقدم سفارة الإمارات العربية المتحدة بالرباط كل التسهيلات للفتيات المغربيات حتى في سن العشرين وتمنحهن «الفيزا» قصد السفر ل«الاشتغال» في مراقص بلدها بالخليج، ذكر مصدرنا كيف أن مسؤولي هذه السفارة يتشددون في منح «الفيزا» لسيدات مغربيات في سن الأربعين، للاشتغال كطبيبات أو مهندسات أو إطارات في تخصصات أخرى. وأشار مصدرنا، في هذا السياق، إلى قصة طبيبة مغربية تجاوز عمرها ال40 سنة رفضت السفارة الإماراتية منحها التأشيرة عندما علمت أن المعنية بالأمر تريد أن تشتغل كطبيبة.