اعتبر خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الشعب المغربي في حرب مفتوحة مع جيرانه، وأنه في مواجهة عدو عنيد فجر الحرب ضد المغرب في الساحة الإعلامية. «نحن أصحاب قضية عادلة وقررنا أن نخوض الحرب الإعلامية رغما عنا. نحن شعب مسالم، شعب إذا فرض عليه القتال سيقاتل» يقول الناصري. وأضاف وزير الاتصال الذي حل، مساء أول أمس، ضيفا على برنامج «حوار» أن المغرب خلال الأحداث الأخيرة كان في حالة حرب شرسة وحرب كان ينتظرها، إلا أنه لم يكن يعرف توقيتها وصيغها. «كنا نخوض هذه الحرب بلا سلاح، وكان هذا قرارا سياسيا وسياديا، إذ تدخلت قوات الأمن المغربي بلا سلاح، وهذا قمة العطاء وقمة التنازل» يقول الناصري. وأكد وزير الاتصال أن المغرب كان يعي جيدا أن البوليساريو مدعومة من المخابرات الجزائرية، وتفكر في صيغة للرد على المغرب بعدما وجه لهما ضربتين قاضيتين، أولاهما تقديم المغرب مخطط الحكم الذاتي الذي أدخل لأول مرة الجزائر في قفص الاتهام، وثاني الصفعات توريطهما في ملف مصطفى ولد سلمى. وانتقد الناصري الإعلام الإسباني بعدما أشار إلى أن تعامل هذا الإعلام مع المغرب كان تعامل ناشط سياسي وليس إعلاميا. وأوضح الوزير أن الصحافة الإسبانية كررت أخطاء قناة «الجزيرة» لأحداث «سيدي إفني» حينما تحدثت عن ستة قتلى في أحداث الشغب، مضيفا أن قناة «الجزيرة» بدأت «وظيفتها» الحقيقية مع توالي الأحداث تتضح. وأوضح الوزير أن المغرب تعامل بحسن نية مع «الجزيرة»، إلا أنها خذلت المغاربة، و«بعدما كانت تقصفنا من الرباط، صارت تقصفنا من الدوحة، وصارت نسخة للإعلام الجزائري». ووجه الناصري رسالة إلى الشعب والإعلام والساسة الإسبان قال فيها: «إن الشعب المغربي ليس له مشكل مع إسبانيا، ولكن نتساءل عن الهدف من عداء بعض الإعلاميين والسياسيين الإسبان للمغرب. هل يريدون دولة سادسة في المغرب العربي؟ هل يريدون دولة تكون محمية للجزائر ومرتعا للإرهاب؟ هل هذا ما تريدون الوصول إليه»؟ قبل أن يؤكد أن «مستقبل أوروبا والفضاء المتوسطي رهين بمنطقة مغاربية قوامها الاستقرار»، مشددا على أنه «لا مدخل للاستقرار خارج الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وذلك ما يجب أن يفهمه الإسبان». وشن الناصري هجوما على مجلة «تيل كيل« بالقول: «لم يسبق أن قرأت أي افتتاحية في المجلة دون أن يفور دمي. هناك اتجاه كبير في المجلة نحو الوقاحة غير مقبول وأن ما كتب عن أحداث العيون هو في منتهى الخطورة». وبعدما اعتبر أن المغرب قطع مع زمن القمع إلى غير رجعة، قال إنه إذا حصل خلل أو انزلاق أو تصرف طائش، فهل ستبقى هذه الديموقراطية بدون أنياب؟. وأضاف الناصري أنه يشعر بالثقة في دفاعه عن القضايا الوطنية وإذا أراد أن يذهب أي أحد للقضاء، فباب القضاء مفتوح أمام الجميع.