سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث العيون .. تفضح الموقف العدائي للصحافة الإسبانية تجاه المغرب بعد أن حاولت تضليل الرأي العام الدولي واستعانت بصور أطفال غزة ومذبحة سيدي مومن لتقديمهم كضحايا وقعوا بالعيون
وجه مجلس الأمن صفعة قوية لجبهة البوليساريو ومن يقف وراءها بعد أن رفض إيفاد لجنة تحقيق دولية إلى العيون، وهي الصفعة التي بدا تأثيرها واضحا على ممثل الانفصاليين الذي اعترف بفشل البوليساريو في تحقيق هدفه، رغم الدعم السخي الذي وجده من طرف الجزائر، ورغم الحرب الإعلامية المغرضة التي قامت بها بعض وسائل الإعلام الاسبانية، مما جعل دورها الحقيقي في التعاطي مع ملف الوحدة الترابية للمغرب مفضوحا أمام العالم . وسائل الإعلام الإسبانية كانت تراهن على مواد دسمة تصلها من العيون بعد تنفيذ المخطط التخريبي، الذي وقفت وراءه مليشيات مسلحة تم تدربيها على أحداث أعمال عنف، كانت جبهة البوليساريو والجزائر والأبواق الإسبانية، التي تروج للطروحات الانفصالية، تنتظر أن تسفر عن مواجهة تحرق الأخضر واليابس في مدينة العيون، لكن هذا المخطط فشل، لذا لم تجد عدد من الصحف والمواقع الالكترونية الإسبانية حلا آخر سوى البحث في الأرشيف عن أي صور فيها لون الدم، لتلصقها بالمغرب، لكن ورقة التوت سقطت سريعا بعد أن انجرف الإعلام الإسباني في سعيه إلى تهويل أحداث العيون وتحريفها عن مسارها إلى سرقة صورة لأطفال من غزة كانوا ضحية للعدوان الاسرائيلي ووضعها على أساس أنها ضحايا من مدينة العيون، والأمر لم يقتصر على هذا الحد، بل تم اللجوء أيضا إلى صور ضحايا مجزرة ارتكبها مختل نفسي بمدينة الدارالبيضاء، وشريط آخر لعناصر عصابة إجرامية تم اعتقالها بمدينة فاس. وسائل الإعلام الإسبانية، التي تحولت مباشرة بعد اندلاع أحداث العيون إلى طرف مباشر في النزاع، ستجد نفسها في موقف غير أخلاقي، وبعيد عن الموضوعية والحيادية التي يقتضيها العمل الصحفي، خاصة بعد التصريح الذي أدلى به رئيس بعثة المينورسو، الذي أكد فيه عدم معاينته أي خراطيش رصاص بمخيم «كديم إزيك»، وأيضا بعد أن كشف المغرب عن شريط يصور الأعمال الوحشية التي ارتكبتها المليشيات بالمخيم، التي لم تتردد في ذبح عنصر من القوات العمومية والتنكيل بآخرين والتبول على جثثهم. الدور القذر التي تكلفت به بعض وسائل الإعلام الإسبانية، التي تحولت إلى لسان ناطق باسم الانفصاليين ومليشياتهم، سيتضح أكثر بعد أن أكدت جمعيات حقوقية في تصريحات نشرتها جرائد دولية لها وزنها وتأثيرها، على زيف ادعاءات البوليساريو، وهو ما أكده مدير قسم الطوارئ بالمنظمة الدولية «هيومان رايتس ووتش» بيتر بوكاريت، الذي أشار إلى «أن الأرقام التي قدمتها البوليساريو مبالغ فيها، أن 12 شخصا لقوا مصرعهم في هذه الأحداث، من بينهم 10 من أفراد قوات الأمن تم اغتيالهم من طرف مثيري الشغب»، مؤكدا حصيلة قتلى أحداث العيون التي قدمتها السلطات المغربية. المخطط الذي كانت تسعى البوليساريو إلى تنفيذه، ومن ورائها الجزائر والأبواق الإسبانية، اتضح الآن أنه كان يسعى إلى خلق حالة من الفوضى، من شأنها تجريد المغرب من المكاسب الدبلوماسية الداعمة لمشروع الحكم الذاتي التي حققها في الآونة الأخيرة، والتي ضيقت الخناق على الانفصاليين، خاصة بعد تصريحات مصطفى ولد سلمى الذي لازال مصيره مجهولا إلى الآن، وكان الرهان على نجاح سياسة الأرض المحروقة من أجل تغيير الوضع، وتضليل المجتمع الدولي، ولو تطلب الأمر اللجوء إلى أساليب قذرة مثل توظيف صور لضحايا جرائم قتل ومحاولة تسويقها للرأي العام الدولي على أنها لمدنيين سقطوا بالعيون دون أن تكلف هذه الصحف نفسها عناء التحقق من الصور البشعة للأعمال الوحشية التي ارتكبتها عناصر المليشيات في حق أفراد القوة العمومية.