أصبح مطار دبي من بين المطارات العالمية الأولى التي يفرض على المسافرين فيها أخذ بصمة للعين قبل دخول التراب الإماراتي، حيث أثبتت التقنية الحديثة، المستخدمة بالإمارات العربية المتحدة منذ سنة 2008، كفاءة عالية في الكشف عن مطلوبين للعدالة، إذ تمكنت من الكشف عن عشرات الآلاف من المبعدين والمحكوم عليهم في قضايا خلال محاولتهم الدخول إلى الإمارات، لكن الغريب في الأمر هو أن هذه البصمة ليست مفروضة على الجميع، حيث إن هناك جنسيات معفية من ذلك، وهو ما أكده ل«المساء» أحد أفراد شرطة المطار عندما تم استفساره، حيث أجاب بأن بعض الجنسيات معفية دون ذكر الأسباب، لكن الحقيقة المؤكدة أن المغاربة ليسوا معفيين. هوية عربية مفتقدة عندما تطأ قدماك أرض مدينة دبي، تخال نفسك في بيئة ليست بالعربية، ابتداء من اللغة وانتهاء بالأجناس العديدة التي تصادفها في تجوالك، فمن مطار دبي تلاحظ هذا الخليط الغريب من الألوان البشرية... حمال الأمتعة هندي وسائق التاكسي باكستاني وموظفة الفندق روسية، وفي الشارع أغلب المشاة آسيويون. ويمكن لزائر هذه المدينة أن يقضيَ فيها أسبوعا كاملا دون أن تقع عيناه على أي مواطن إماراتي باستثناء داخل المطار وتحديدا في موقع شرطة الجوازات، وهو الأمر الذي لا تفنده الإحصائيات الرسمية للدولة، حيث يبلغ عدد السكان بالإمارات العربية المتحدة -حسب إحصاءات- 2010 حوالي 7.5 ملايين نسمة، بينها فقط 13 في المائة من الإماراتيين، في حين أن 87 في المائة هم من جنسيات مختلفة، الشيء الذي ينعكس على التعاملات اليومية بين الأفراد، حيث اللغة الطاغية هي الإنجليزية الممزوجة بلهجات آسيوية في الغالب. وإذا كنت لا تتكلم هذه اللغة، فما عليك إلا استعمال «الإشارات». قنصلية المغرب خارج التغطية زينب، وهي مستخدمة بإحدى شركات النقل ب«دبي»، غير راضية عن تصرفات موظفي قنصلية المغرب بدبي، حيث أكدت ل«المساء» أن ممثلي هذه الإدارة المغربية يتعاملون مع المغاربة، وخصوصا الإناث منهم، بنوع من «الدونية»، فهي ترغب في تجديد جواز سفرها وعندما تتصل بالقنصلية للاستفسار عن الإجراءات المتخذة في حالتها الإدارية تلك، تصطدم في الغالب بأن هاتف القنصلية يرن دون أن يكون ثمة مجيب، أو إذا حالفها الحظ ووجدت مجيبا يتم الرد عليها ب«اللي بغا شي حاجة يجي يوقف عليها»، وهي إحالة مبطنة، تضيف زينب، على أن عليك الأخذ بالمقولة المغربية الشهيرة «ادهن السير يسير». أما عند حلولك بمقر القنصلية، فإن الأمر يبدو غير مشرف للمغاربة بتاتا، حيث تؤكد أخت زينب، التي زارت أكثر من مرة المقر المذكور، أن المكان مقزز بالنظر إلى اتساخه ووجود «مراحيض» تبعث على الغثيان وتجعل الجبين يندى لها خجلا، بالإضافة إلى وجود عدة أوراق مجمعة في علب كرتونية قديمة متناثرة على سلالم القنصلية، وخمنت زينب أن تكون تلك الوثائق هي أرشيف الجالية المغربية بالإمارات العربية المتحدة، بل إن قدومها إلى القنصلية تصادف في إحدى المرات مع «نشر» إحدى الزرابي من سطحها، رغم أن هذا السلوك ممنوع في إمارة دبي. ما وراء ناطحات السحاب دبي ليست فقط «برج خليفة» أو «مول دبي» أو «برج العرب»، بل هناك أحياء شعبية متعددة حيث أماكن التسوق المفضلة لدى المغاربة المقيمين أو الزائرين لدبي، نظرا إلى الأسعار المعقولة وكذا إلى «شعبية المكان» الذي ينسيك ناطحات السحاب المتناثرة في كل شبر من الإمارة... سعاد، مغربية الجنسية والمتزوجة من تونسي، تزور -كل مرة تسنح لها فيها الفرصة- سوق «نايف» الشعبي حيث تشتري «العبايات» وبعض الأثواب التي تراها رخيصة جدا بالمقارنة مع أسعار الأسواق المغربية، وتؤكد أن العديد من التجار المغاربة، وخصوصا منهم المتخصصين في الاتجار في أثواب «التكشيطة المغربية»، يحجون بكثرة إلى «السوق الكويتي» المحاذي لسوق «نايف» حيث الأثمنة مناسبة جدا وتمكنهم من هامش ربح قد يصل إلى أكثر من 300 في المائة بالمغرب .