هاجم النقيب عبد الرحيم الجامعي، بشدة، مدير معهد «أماديوس»، إبراهيم الفاسي الفهري، نجل وزير الخارجية والتعاون، الذي غاب أول أمس الثلاثاء، عن جلسة البت في الدعوى الاستعجالية لإيقاف أشغال الدورة الثالثة لمنتدى «ميدايز 2010»، واصفا إياه ب«القزم»... وقال الجامعي خلال مرافعته أمام المحكمة الإدارية في الرباط للبت في الطلب الاستعجالي الذي تقدمت به المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، من أجل إيقاف أشغال الدورة الثالثة لمنتدى «ميدايز 2010» في طنجة، المنعقد ما بين 10 و13 نونبر الجاري، بأنه «في الوقت الذي رفضت أعلى سلطة استقبال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال الأيام الماضية، نرى أن الأيدي القزمة تتجه اتجاها آخر.. لا يمكن أن نضع مصيرنا في يد جنود الخفاء الذين يعملون في المؤتمرات السرية والعلنية من أجل التغلغل الصهيوني». وأكد الجامعي، خلال مرافعته، أنه «لا يمكن أن نسمح للأقزام بانتهاك ضمائرنا وهتك أعراضنا الفكرية والثقافية والحضارية وتلويثها»، في إشارة إلى دعوة المعهد إسرائيليين للمشاركة في الدورة الثالثة لمنتدى «ميدايز 2010»، طالبا من القاضي «حمايتنا من أقزام هذا الوطن الذين لم يجدوا من فضل ليقدموه إلى هذا الشعب غير إحضار مُجرمي الحرب»، على حد تعبيره. إلى ذلك، قضت المحكمة الإدارية في الرباط، زوال أول أمس، بعدم الاختصاص في البت في الدعوى الاستعجالية التي تقدمت بها المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، ممثلة في شخص منسقها المحامي خالد السفياني، ضد معهد «أماديوس» وصاحبه، نجل وزير الخارجية والتعاون، للحكم بوقف تنفيذ قرار الموافقة الصريح أو الضمني الصادر عن وزارة الداخلية بالموافقة على تنظيم المعهد لملتقى «الجنوب: بين الأزمات والنهوض». وأثار دفع القاضي بعدم الاختصاص حفيظة محاميي المجموعة الوطنية، إذ وصف النقيب عبد الرحمان بنعمرو، الحكم الصادر عن القاضي الإداري بأنه «خروج من الباب الواسع»، معتبرا في اتصال مع «المساء» أن الاختصاص قائم للمحكمة وأن الدفوع المقدَّمة كانت جدية، وهو نفس الموقف الذي عبَّر عنه السفياني في تصريح ل«المساء» بالقول: «كان لنا أمل في أن يكون القضاء المغربي في مستوى القضاء الذي نطمح إليه.. ومهما يكنْ من أمر، نعتبر أن المحكمة مختصة، لأن الأمر يتعلق بقرار إداري ضمني لتنظيم نشاط يُخِلُّ بجميع التزامات البلاد ويمس بالأمن العام»، وتابع السفياني قائلا: «بالرغم من توصل صاحب «أماديوس» بالاستدعاء، فإنه لم يحضر، وهذا تعبير عن جبنه وإدراكه جيدا أن ما يفعله خطير على البلاد، كما أن عدم حضوره أمام القضاء، كغيره من المواطنين المغاربة، له دلالة ومعنى». واعتبر المحامون أن معهد «أماديوس»، بتنظيمه نشاطا يشارك فيه إسرائيليون من بينهم ليفي جدعون، عضو إدارة جريدة «هارتز»، وبيلان يوسي، عن مقاولة الشؤون الخارجية ورئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة جنيف في إسرائيل، أعلن الاعتداء على وجدان الشعب المغربي وسلامته من التغلغل الصهيوني، وخرج عن الالتزام بمقاطعة إسرائيل، الأمر الذي يقتضي بسحب الترخيص بعقد نشاطه. ووصف المحامون النشاط الذي ينظمه المعهد ب«المخالف للنظام العام الثقافي والفكري والسياسي للمغرب وللمغاربة، والاعتداء على المكونات التاريخية والعربية والإسلامية للشعب المغربي وقواه السياسية الوطنية والحقوقية والثقافية»، معتبرين أن مؤسسة «أماديوس» ضربت بكل القيم الإنسانية واحتقرت الوجدان المغربي الشعبي والوطني والقومي والعربي والإسلامي ومارست، بفتح ذراعيها للمعتدين الصهاينة، مقاومة سياسية وحضارية وفكرية وثقافية وإعلامية ضد المغاربة كلهم». جدير ذكره أن جلسة البت في المقال الاستعجالي عرفت، فضلا على تخلف مدير «أماديوس» أو من ينوب عنه، غياب ممثلين عن الدولة المغربية، في شخص الوزير الأول ووزارة الداخلية، فيما حضر ممثل عن الوكيل القضائي للمملكة في وزارة المالية، الذي دفع بعدم الاختصاص، وهو ما أيَّدتْه المحكمة الإدارية.