عبر 52 % من رجال التعليم عن استيائهم من نظام إصلاح التعليم، وأكدوا أنه لم يقدم أي جديد للمنظومة التعليمية بالمغرب. وحمل استطلاع رأي تم الكشف عن نتائجه خلال دورة المجلس الأعلى للتعليم، التي انطلقت بداية الأسبوع الجاري بالرباط وتختتم أشغالها اليوم الأربعاء، انتقادات لطريقة تتبع وتأطير تفعيل الإصلاح. وأقر أزيد من 50 % من العينة المستجوبة بانتشار فاضح لظاهرة الدروس الخصوصية، واعتبروها سلوكا مدانا من قبل الجميع. واستهدف استطلاع الرأي عينة مكونة من 2062 مدرسا ومدرسة، وتم اختيار المؤسسات التي يشتغلون فيها بطريقة عشوائية. ويلاحظ، حسب بيانات فريق البحث الذي أشرف على إنجاز هذا الاستطلاع، أن 67 % من مدرسي الابتدائي حائزون على شهادة الباكلوريا، بينما يتوفر 68 في المائة من مدرسي الثانوي على شواهد أقل من الإجازة، وسجل فريق البحث وجود نسبة قليلة فقط لم تستفد من التكوين الأساسي. ويقر أغلب المدرسين بأنه لم يسبق لهم أن اطلعوا على أساليب بيداغوجية جديدة. ومن منظور المدرسين المستجوبين، يبقى الطب أهم مهنة مفضلة إليهم. وبالنسبة إلى مدرسي الابتدائي تأتي مهنة مدرس ثانوي ومهنة مهندس في المرتبة الثانية للمهن الأكثر تقديرا، تليها مهنة رئيس مقاولة تم القضاء. أما مدرس الثانوي، فإن حلمه، حسب الاستطلاع، أن يكون رئيس مقاولة في الدرجة الثانية، تم في المرتبة الثالثة التجارة، وفي الدرجة الرابعة التعليم العالي. وحسب أغلب المدرسين، فإن مهنتهم تحظى بسمعة جد حسنة في محيطهم وينطبق الأمر على مدرسي الابتدائي بنسبة 59 % ومدرسي الثانوي بنسبة 61 %. ورغم ذلك سجل المستجوبون تباين الآراء حول مدى تحسن هذه الصورة خلال السنوات العشر الأخيرة، فالنسبة إلى مدرسي الابتدائي يعتبر 32 % منهم أن صورة المدرس قد تحسنت، بينما يجدها 35 % لم تتغير، في حين يذهب الثلث الأخير إلى أنها تراجعت. وبالنسبة إلى مدرسي الثانوي، فإنهم يرون أن صورة المدرس قد تدهورت. ويمثل اختيار المدرسين للمدارس العمومية لتعليم أبنائهم التوجه العام لدى هؤلاء، سواء في الابتدائي أو الثانوي، ولاسيما للأبناء الأكبر سنا. وقال 72 في المائة من المستجوبين أنهم يودون إرسال أبنائهم إلى المدرسة العمومية. ويلاحظ اتجاه معكوس على مستوى التعليم الخاص، حيث عبر 16 % فقط عن إرادتهم إرسال أبنائهم إلى المدارس الحرة في مرحلة الابتدائي، بينما تباينت النسبة ما بين 29 % و40 % في التعليم الثانوي. وأبانت نتائج الاستطلاع أن غالبية المدرسيين ليست لهم نية تغيير مهنتهم مهما كانت المستويات التي يدرسون فيها، حيث عبر فقط 36 % عن عزمهم تغيير المهنة، وترتبط هذه الرغبة، حسب استنتاج فريق البحث، بظروف العمل، حيث كلما كان الارتياح أكثر قل الاستعداد للتغيير. وبالنسبة إلى إمكانيات الترقية الداخلية، يستنتج من الإجابات المجمعة، سواء بالنسبة إلى مدرسي الابتدائي والثانوي، أن غالبية المدرسين لا تستهويهم المناصب الإدارية، ويبدون اهتماما كبيرا لمناصب التفتيش، حيث أبدى 60 % منهم عن رغبتهم في تقلد هذا المنصب. وفي ما يتعلق بوظيفة أستاذ تعليم الثانوي، يتبين من سؤال تم طرحه على عينة من مدرسي الابتدائي، أن 55% منهم يرغبون في شغل هذا المنصب.