حكمت محكمة استثنائية عسكرية في قاعدة غوانتاناموالأمريكية (كوبا) الأحد الماضي على المعتقل الكندي عمر خضر بالسجن 40 عاما بعد اعترافه بجرائم حرب من بينها القتل، إلا أنه سيقضي عقوبة مخففة بموجب الاتفاق على الاعتراف بالذنب. وبموجب هذا الاتفاق الذي عقد في وقت سابق واعترف فيه خضر بذنبه، سيتم الاكتفاء بعقوبة السجن لمدة ثمانية أعوام ليتمكن من العودة إلى كندا بعد قضاء عام آخر في السجن العسكري الأمريكي في خليج غوانتاناموبكوبا. وجاء الحكم بعد تسع ساعات من المداولات داخل اللجنة العسكرية الأمريكية يومي السبت والأحد. وتضاف الأعوام الثمانية التي سيقضيها خضر في السجن إلى ثمانية أعوام قضاها بالفعل في غوانتانامو. واعتذر خضر، الذي كان عمره 15 عاما فقط عندما اعتقلته القوات الأمريكية في باكستان عام 2002، لزوجة الجندي الأمريكي الملازم كريستوفر سبير، الذي قتله في أفغانستان، ولطفليها. ومن جانبها، أعربت الحكومة الكندية عن استعدادها للنظر بشكل إيجابي في نقل الكندي الشاب عمر خضر إلى بلاده بعد أن يكون قد قضى سنة في سجن غوانتانامو، تماشيا مع الاتفاق مع الولاياتالمتحدة الذي أقر بموجبه خضر بذنبه، حسب مذكرات دبلوماسية نشرت الأحد الماضي. وحتى المرحلة الراهنة، رفضت أوتاوا إعادة هذا الشاب الكندي المسلم إلى بلاده، مشيرة إلى أنها لم تقدم أي تعهد في هذا السياق، وليست معنية بالاتفاقات التي وقعت في شأنه. وفي مذكرة دبلوماسية نشرها القاضي العسكري باتريك باريش الأحد الماضي، أعربت حكومة ستيفن هاربر عن استعدادها النظر بشكل إيجابي في ترشيح خضر للنقل إلى كندا كي يمضي فيها باقي محكوميته أو جزءا منها. وتضيف المذكرة أن الكندي البالغ من العمر 24 عاما قد يطلب إطلاق سراحه بعد أن يكون قد أمضى ثلث محكوميته. وعمر خضر مسجون حاليا في المعسكر الرابع في غوانتانامو، وهو الأقل قساوة من بين سجون القاعدة الأمريكية في كوبا ويخصص للمعتقلين الأكثر تعاونا، حيث يمكنه أن يمضي أكثر من 20 ساعة يوميا في الأماكن المشتركة. ومن المفترض أن يتم نقله إلى المعسكر الخامس الخاضع لتدابير أمنية مشددة حيث يودع المعتقلون في السجن الانفرادي 20 ساعة يوميا. ولا تزال قاعدة غوانتانامو تضم 174 معتقلا من أصل حوالي 800 رجل أودعوا هذا السجن منذ 2002. جدير بالذكر أن محاكمة عمر خضر بدأت في غشت وتوقفت بعد إصابة محاميه بوعكة صحية قبل أن تتأجل من جديد لمدة أسبوع إلى 25 أكتوبر الماضي لإتاحة الفرصة للمفاوضات للتوصل إلى اتفاق على إقرار بالذنب نجح في آخر دقيقة. واعتقل خضر، الذي يبلغ حالياً من العمر 24 عاماً، والذي يعد أصغر معتقل في غوانتنامو، في أرض المعارك بأفغانستان عام 2002، بتهمة التعاون مع تنظيم القاعدة، وقتل جندي من أفراد القوات الأمريكية الخاصة حين كان في الخامسة عشرة من عمره، ورفضت المحكمة الأمريكية العليا مؤخراً طعناً تقدم به محاميه، لوقف محاكمته أمام لجنة عسكرية. يشار إلى أن جمعيات حقوق الإنسان انتقدت محاكمة خضر على جرم ارتكبه حين كان قاصراً وطالبت بمنحه حماية الجنود الأطفال. وكان فيلم وثائقي بعنوان «أنت لا تحب الحقيقة.. أربعة أيام داخل غوانتنامو»، و هو يروي قصة عمر خضر، و بدأ عرضه في مونتريال، قد انتقد بشدة طريقة تعامل السلطات الكندية والأمريكية مع من اعتبرته طفلا قاصرا. وكان المخرج لوك كوتيه ومعه باتريسيو إنريكه، شريكه في إخراج الفيلم الوثائقي، الذي تبلغ مدته 100 دقيقة، قد شاهدا تسجيلات تحقيق المخابرات الكندية CSIS عام 2008 قبل أن تقصر المحكمة العليا الكندية مشاهدتها على من له صلة بالتحقيق خلال العام نفسه، لكن محامي خضر عرض 10 دقائق من التسجيلات أمام الصحفيين بعد قرار المحكمة.